زوار مدونتي الكرام..
* تمّ إغلاق المدونة، وإيقاف إمكانية التعليق على التدوينات..

** كذلك أحببت التنويه إلى إمكانية التحكم في المقطع الصوتي وإيقافه إن أحببتم عن طريق الآيقونة في آخر الصفحة..
وفقيرة أبقى لدعائكم

الجمعة، 6 يناير 2012

من سمع..ليس كمن رأى!





حكت لي إحداهن موقفا مرّت به قبل فترة، فأحببت أن أذكره لكم هنا لما فيه من عبر في نظري، ولأنظر رأيكم فيه وفي تصرفها حياله من جهة أخرى..
___________________________

قبل قرابة السنتين ونيف..وفي سحر أحد أيام الخميس، رنّ جرس الباب في منزلنا..
طبعا ظننتُ نفسي مخطئة وأنه يهيئ لي سماع ذلك..لأنه عادة جرس ماقبل الفجر يوحي بنذير سوء؟
عاد الجرس يرن مرة أخرى لأهبّ فزعة هذه المرة ، سألت من؟
فجأني صوت شقيقي : هذا أنا أفتحي الباب..
أنقبض قلبي بشدة، مالذي أتى بأخي في هذه الساعة المتأخرة إلينا؟، ولماذا لم يذهب إلى بيته؟
فتحت الباب بسرعة لأسمع صوته من خلفه يحدث أحدا ما قائلا: شكرا شكرا ،فتحوا خلاص..
ثم رأيت يد أخي تمتد لتمسك بطرف الباب متوكأ عليه، وبصعوبة جرّ نفسه للداخل حتى أستطيع إسناده..وإغلاق الباب!!
كان أخي يسير على قدم واحدة، والأخرى ملفوفة بشاش طبي..سألته بفزع: سلامات وش صاير؟
ردّ وروحه تكاد تخرج من شدة الألم: لدغتني عقرب..
كان أخي قد ذهب إلى البرّ مع أصدقائه في اليوم السابق، رحلة تستغرق ثلاث ساعات ونصف من المسير ، وبينما هم مستمتعون بالأجواء الربيعية تسللت عقرب ولدغته، فمضى به اصدقاؤه سريعا إلى أقرب مركز صحي في تلك الهجرة المتواضعة، وتمّ إعطاءه مصلا مضادا للسمّ، وعادوا مرة أخرى لمكانهم، ولم تمض دقائق حتى أخذ أخي يصرخ من الألم من جديد، فأسرعوا به إلى مركز صحيٍ آخر أبعد قليلا من سابقه، ليقرر المناوب فيه أن لديه تحسسا من المصل المضاد للسمّ، وقام بإعطاءه مصلا آخر مضادا للحساسية..
لم يستطع أخي الرجوع مرة أخرى من شدة الألم فرجا صاحبه أن يذهب به إلى المنزل، ففعل - رحم الله والديه - ذلك، ليصل به إلينا عند السحر وهو يبذل قصارى جهده لكبح ألمه..
بصعوبة أسندت أخي حتى أقرب غرفة ومددته فيها، و وجه مسودٌ من شدة ما يقاسيه، حتى أنه غطى وجهه عنا لئلا نراه ورفض أن أشعل الضوء في الغرفة!!
أرتفع صوت الآذان ، وسألت أخي إن كان يحتاج شيئا لأنني أريد أن أصلي الفجر، فأجابني بالنفي، فذهبت سريعا لآداء الفريضة، وعدت إليه، لأجده يتلوى من الألم ولا يقوى على الإحتمال أكثر، فأسرعت في لبس عبائتي، وأتصلت بالسائق لأوقظه من النوم لينقلنا إلى المستشفى، خرجنا سويا في الظلام فلم تكن قد أشرقت الشمس بعد ، وبأسرع ما يمكن ذهبنا به لأقرب مستشفى لبيتنا، وفي قسم الطواريء عندما علمت الطبيبة المناوبة بالحالة رفضت إستقباله لأنه لا يعرف اسماء الأمصال التي أعطيت إليه، وخشيت أن تعطيه شيئا يؤدي إلى قتله لتفاعل السموم..
فقمت بإخراجه سريعا من ذلك المستشفى، وأنا أشعر بالإمتنان حقيقة من تلك الطبيبة التي لم تجازف بحياة شقيقي وتجعله مسرحا للتجارب، رغم كون المستشفى خاصا، لكنها ردت إلينا المبلغ كاملا..
أحترت قليلا بعدها في وجهتي، لكنني أمرت السائق أن يتوجه بنا إلى أقرب مستشفى حكومي، وكان يبعد عنا مسافة نصف ساعة تقريبا، كان أخي حينها قد فقد تجلّده تماما، وأخذ يصرخ من الألم، وسارت بنا السيارة بأقصى سرعتها، ووصلنا للمستشفى عند قرابة السابعة صباحا، وقفنا عند بوابة الطورائ، لأنزل مسرعة من السيارة إلى الداخل أحضر كرسيا متحركا لأخي الذي لم يكن يستطع إلا الصراخ والتلوي من شدة الألم، كنت وحيدة معه فلم يساعدني في إخراجه من السيارة وإجلاسه إلا السائق، ودفعته للداخل لأذهب به إلى غرفة الفرز، وأنا أشرح للممرض هناك ما أصابه، ثم تركته معه لأتوجه سريعا إلى الإستقبال لأفتح له ملف طواريء وفق الروتين المعمول به، دقائق غبتها وصوت أخي لم يغب عني، لأعود إليه فأجد الممرض أنهى قياس الضغط والحرارة، وتفضل مشكورا بمساعدتي في دفعه لأدخله قسم الحالات الإسعافية، حيث تركني معه هناك، وأنا أجهد في إسناده ليستطيع التمدد على السرير..
كان أخي يحاول جاهدا كبح ألمه، وكنت أعلم أن صراخه ذاك كان رأس البركان كما يقال، وإلا داخله يفتك به الإلم وهو يجالد صابرا مستحييا مني أن أراه هكذا، وكنت بدوري كذلك أجاهد لأسيطر على قلقي وأحافظ على هدوئي حينها ..
في قسم الحالات الإسعافية كانت تنتظم الإسرة بجوار بعضها في غرفة واحدة كبيرة، في أولها يجتمع الممرضون وطبيبان مناوبان، متشاغلين بالحديث تارة وبإدخال معلومات في الكمبيوتر تارة أخرى بينما توزع المرضى على الأسرة هنا وهناك..
كنت أتوقع أن أحدا من هؤلاء سيهب لنجدتنا والسؤال عمّا يعانيه أخي عند دخولنا ..لكن هذا مالم يحصل؟؟!!
أنتظرت لدقائق وأنا أنظر للأطباء والممرضين فلم يلتفت إلينا أحد..رغم أن سرير أخي كان قريبا منهم ،وأصلا الغرفة ليست بذلك الكبر بحيث لا يلتفتون لوجود حالة إسعافية جديدة تصرخ من الألم !!
جاء رجل الأمن وقال : لو سمحتِ هذا القسم للرجال ممنوع تواجدكِ فيه!!
نظرت إليه بغضب، لكنني تماسكت وبنبرة صوتٍ ثابتة قلت له: ألا ترى أن معي حالة إسعافية؟؟!!
قال : اتركيه هنا سيأتي له الأطباء الآن..أرجوكِ أخرجي!!
تماسكت قليلا وقدّ بلغ بي الغضب مداه من هذا المجتمع الذي تحركه عقولٌ أتى عليها العفن، فتواجد إمرأة في قسم الحالات الإسعافية للرجال يسترعي الإنتباه رغم تواجد الممرضات أصلا هناك، وصراخ وتلوي أخي من الألم لا يلتفت إليه أحد!!!
تركت رجل الأمن واقفا لأذهب للطاقم الطبي المتواجد، والذين كانوا يتبادلون الضحك، فسألتهم لو سمحتم من الطبيب المناوب، فلم يلتفت منهم أحد!!
فأمسكت بيد أحدى الممرضات وقلت لها: أين الطبيب؟!
فأشارت إلى الأثنين الجالسين إلى جوارها يتبادلون الحديث!!!
توجهت إليهم بالحديث : دكتور من فضلك هل تسمعني!؟
لم يردّ عليّ أي منهما، وأكملا حديثهما..فرفعت صوتي قليلا هذه المرة وأعدت الكلام، فنظر إلي أحدهما بتململ..وقال لي: نعم !!!!
فقلت له: هذا الذي يصرخ منذ دقائق على السرير رقم ثلاثة، أنه أخي وقد لدغته عقرب ليلا..
فقال: أوه عقرب، وأين وجدها هذا..جاي من البادية حضرته!!
تلك اللحظة والله لولا الحياء والدين لصفعت هذا الطبيب الصفيق حقا، لكن تماسكت: وشرحت له ماحدث، فقال: حسنا حسنا، سنرى مابه..
فقلت له : متى؟..لقد أنهى قرابة الخمس دقائق منذ دخوله هنا ولم يتحرك منكم إليه أحد!!
فنظر لي من طرف عينه، وقال لأحدى الممرضات أن تذهب إليه!!
ذهبت معي الممرضة التي كانت ممتعضة جدا، لأن وقت الوردية أنتهى وهي تريد الذهاب، وزميلتها قد تأخرت في المجيء لتستلم مكانها، قامت في إستعجال بوضع حقنة المغذي في يدّ أخي، ومن فرط إستعجالها أدخلت الإبرة في وريده بعجل ولم تثبت فيها الإنبوب جيدا، ليندفع الدم من يدّ أخي بقوة ، ويلوث المكان..
كنت كجبل من الغضب حينها، ومع ذلك تماسكت رغم أنتباهي لخطأ ما تفعله منذ البداية فلقد كنت أعمل لسنة كاملة فنية مختبر، ولدي خبرة في إبر الوريد..فتوجهت لها بالقول: على مهلكِ لو سمحتِ، ولم أزد!!
ثبتت الإنبوب في مكانه ، وثبتت المغذي على الحامل، وعادت إلى مكانها في سخط واضح، وأنا أنظر لساعتي لأجد الدقائق تشير إلى نصف ساعة لنا في هذا المكان دون أي اجراء طبي يعتدّ به في حالة إسعافية!!!!
صبرت خمس دقائق أخرى ممنية نفسي أن يحضر الطبيب الذي كلمته قبل قليل، لكن دون جدوى، وكان أخي من شدة التعب والصراخ قد أخذ بالتراخي على السرير، فجنّ جنوني خوفا عليه، وذهبت مرة أخرى للطبيب ولم أشعر بنبرتي الحادة الصارمة معه، وأنا أقول له: لوسمحت حالة إسعافية، مصابة بتسمم، وتمضي نصف ساعة في قسم إسعافي وأنت تجلس هنا لتضحك دون أن تكلف نفسك حتى عناء إلقاء نظرة عليه، أي إسعافية في هذا المكان بالله عليكم؟ هل تنتظرونه يموت مثلا!!!
قام الطبيب متثاقلا وهو ينظر إلي وعيناه تقول: أنت مزعجة، وأخذ يسألني : أين هو مريضك؟
فتمالكت نفسي لئلا أردّ عليه بغضب مرة أخرى، فهو حتى لم ينتبه إلى سرير أخي رغم أنه أمامه ويصرخ منذ وقت ليس بالقليل، لكن أشرت له على السرير قائلة: ها هو ذا سرير رقم ثلاثة !!
فذهب إليه: وتصنع إبتسامة ممجوجة وهو يسأله عمّا يشكو منه، وأخي يجيبه بأنهاك كامل، وتراخٍ على السرير من شدة الإلم، فقال له: لا بسيطة إن شاء الله، نسوي تحليل دم، ونشوف شنو النتيجة!!
ونادى على أحدى الممرضات لتسحب منه عينة دم وتدفع بها إلى المختبر ( urgent ) وعاد إلى مكانه مرة أخرى، فقامت الممرضة بذلك مشكورة، وألتفت لأجد رجل الأمن من جديد آتيا نحوي يطالبني بالخروج!!
لزمت الصمت، وخرجت من القسم، ووقفت عند بابه الزجاجي أراقب ما يحدث، فجاءني رجل الأمن مرة أخرى وقال: اذهبي للإستراحة في آخر الممر لو سمحتي، فوقوفك هنا ممنوع!!
هنا لم أستطع كظم غضبي، فالممر يتواجد فيه رجال ونساء غيري، ولم يكن وقوفي فيه شاذا،وقلت له: الآن وقوفي هنا ممنوع، وهو الذي لم أضطر إليه إلا لوجود مريض يتلوى من السمّ بالداخل، وهؤلاء الأطباء والممرضات الذين يتبادلون الضحكات والأحاديث بالداخل وقوفهم عادي، وهم يهملون الحالات الإسعافية ويتركونها نصف ساعة دون أي إجراء!!
فقال لي مرة أخرى: ممنوع لو سمحتي!!
إذ ذاك وقفت في مكاني كالصنم، وضربت بكلامه عرض الحائط، وقلت له: قبل أن أراهم بعيني يتحركون لإسعافه لن أتحرك من هنا، وأفعل ما شئت..
تركني ممتعضا، وذهب للناحية الأخرى، فيما أراقب ما يحصل بالداخل، وعيني على أخي الذي أصبح مرتخيا تماما بالداخل، وبدأ يفقد الوعي!!!
عندها، أندفعت إلى الداخل بغضب من جديد، وذهبت لذلك الطبيب، وقلت له: دكتور لو سمحت، أخي يفقد الوعي، معقول ليس من إجراء آخر يمكن فعله إلا وضع المغذي!!
قال لي: ننتظر نتيجة التحليل..، فقلت له: أقول لك سمّا، تقول ننتظر نتيجة التحليل، أقول لك مضى على تواجدي هنا ساعة إلا ربع، فلا تحرك ساكنا!! ما رأيك بعد أن أخذ يفقد وعيه الآن أن ننتظره يموت حتى تتأكد من كونها حالة إسعافية!!
فمط شفتيه ، وقام ليفحص أخي، ثم صرخ بالممرضات لتحضر له على وجه السرعة مصلا مضادا للسموم، وتحقنه في وريد أخي..
خرجت بعدها من الغرفة، وتوجهت لغرفة الإستراحة التي تبعد مسافة عنها حتى أنني تعبت في البحث حتى وجدتها، وأسلمت لله أمري..
تأخر ظهور نتيجة التحليل "العاجل" ساعة ونصف، كنت فيها أذرع أرض الإستراحة جيئة وذهابا، وبعد كل نصف ساعة أذهب لأنظر إلى أخي من وراء زجاج الباب، لأجده غائبا عن الوعي تماما، لكن الحمد لله فقد تمّ تغيير علبة المغذي له بواحدة جديدة!!
بعد فترة دخلت من جديد غرفة الطواريء، وتوجهت للطبيب مرة أخرى اسأله عن نتيجة التحليل، فقال: لم تظهر حتى الآن، لكن الحمد لله، المصل المضاد للسمّ بدأ مفعوله، وتحسنت ضربات القلب وبدأت تعود لمعدلها الطبيعي، وسيستعيد وعيه بعد قليل...
فتركته وعدت من جديد للإستراحة، وأنا أحمد الله على اللطف في قضائه، وأنتظرت نصف ساعة أخرى قبل أن أعود إليه، لأجد نتيجة التحليل قد ظهرت أخيرا، وأخي يفتح عينيه بتثاقل وإنهاك شديد..
قال الطبيب: الحمد لله، كان المصل الذي أخذه للحساسية قد أحبط مفعول مضاد السميه الذي أخذه في المرة الأولى لذا سرى السمّ من جديد في جسده ، هو الآن في حال أفضل، فلقد بدأ السم بالتراجع إلى القدمين، بعد أن وصل إلى الخاصره، ولو تأخرتم قليلا لمات الرجل!!!!
بهكذا بساطة وقمة الإستهانة بالأرواح يقرر هذا الطبيب أن الوقت كان عاملا حاسما في القضية، وهو الذي تركه ينتظر قرابة الساعة قبل أن يقوم بإسعافه!!
نظرت إلى أخي فوجدته بدأ يستعيد قوته شيئا قليلا، فتركت الطبيب يفرح بإنجازه دون أن ألتفت إليه، وذهبت لأخي لأطمئن عليه، فوجدت شفتاه يابستين، وهو يشكو العطش، فسألت الطبيب: عن إمكانية سقيه الماء، فقال لي: عادي هذا من السمّ، أنتظري قليلا، الآن نكتب له خروج، فأذهبوا به إلى المنزل، وأسقوه هناك!!
ذهبت لأنهي إجراءات الخروج، وأتيت للطبيب مرة أخرى لأخذ منه وصفة الدواء، واسأله عن التعليمات الواجب إتباعها والمحاذير، وكنت كمن يجرّ الكلمات منه جرّا، فشرح لي ما يتوجب فعله ، وصرفت الدواء، ثم أتيت من جديد لأخي بالكرسي المتحرك، وساعدته في الجلوس عليه، ودفعته لأخرج به من هذا المكان، يتملكني شعور الغضب من حال قسم الطواريء في بلادنا من جهة، وألهج بالحمد لله جلّ وعلا أن تلطف بنا في قضاءه من جهة أخرى في الوقت الذي كان آذان الظهر يصدح في الأجواء والساعة تشير إلى الواحدة ظهرا ..
في المنزل كان يتوجب عليّ توفير فراش لأخي يسمح بإرتفاع جسمه عن مستوى قدميه، وتغيير الضماد له، وتجهيز طعام له ليتقوى به مما أصابه من ضعف..
ذهبت بعدها لأصلي الفريضة ، بينما أستسلم أخي لنوم عميق من شدة الألم..
أتممت صلاتي وجلست على سجادتي أستعيد شريط الآحداث في ذهني..
تذكرت حالي وأنا وحيدة مع أخي أحاول إنقاذه، و حديثي مع الطبيب، وما تعرضت له من تجربة قاسية، فلا تظنوه سهلا أن أحارب وحدي وسط هذا المجتمع الذكوري البغيض ، لكنني كذلك لن أقف مستسلمة في مثل هذا الموقف مادمت ملتزمة بحجابي وتعاملي في حدود الشرع، فلم أتجاوز، ولم أرفع صوتي لحد غير مقبول بل كنت صارمة في مطالبي لا أكثر..
أطرقت رأسي بألم حينها..
تسآءلت في نفسي، يا الله..سمّ عقرب صغيرة، جعل أخي الصبور حقيقة لا يقوى على الأحتمال، ويتلوى من الألم، وكاد أن يموت منه..
فكيف بمولانا الحسن المجتبى الذي سُقي سمّا زعافا شديدا، أخذ من شدة حرارته يقذف كبده مقطعة من فمه!!
و تواجدي بين رجال في قسم الإسعاف، وإضطراري لتعاملي معهم، وأنا بكامل حجابي، آمنة من أقل تعدٍ منهم علي، تسبب لي في هذا الألم العميق، والغضب الشديد من مجتمع مريض ينظر إلى المرأة كعيب وعورة مطلقة وإن كانت تصلي بين الركن والمقام!!
فكيف بحالها فخر المخدرات..أم المصائب زينب عليها السلام، وهي تسلب وتسبى من بلد إلى بلد، وتدخل مجلس اعدائها، وتشتم وتضرب بالسوط حتى تقطع متنها وسالت دمائها!!
قلت في خاطري حينها : حقا من سمع ليس كمن رأى..وطأطأت رأسي مستسلمة لحريق الدمع أسىً على آل الرسول..


اللهُمَّ الْعَنْ أوّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَآخِرَ تَابِع لَهُ عَلَى ذلِكَ ، اللهُمَّ الْعَنِ العِصابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلأم وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ، اللهُمَّ الْعَنْهم جَميعاً) 


ما رأيكم فيما فعلت أيها الكرام؟

وترى لو كنتم مكانها - لا سمح الله - ماذا تفعلون ؟

دعائكم
_______________________________________

بعد نشر التدوينة تنبهت لكونها أفتتاحية التدوينات لهذا العام الجديد!!

(اللّهُمَّ اجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ عافيةٍ وَبَلاء، وَاجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ مَثْوىً وَمُنْقَلَبٍ. اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْياي مَحْياُهْم وَمَماتي مَماتَهُمْ، وَاجعَلْني مَعَهُمْ في المَواطِنِ كُلِّها وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ)

هناك 4 تعليقات:

  1. سرد جميل لموقف واقعي يتكرر مرارا في اسعافات مستشفياتنا ..!!
    وربطه بمصاب أهل البيت عليهم السلام جعل من الموقف أكثر تأثيرا ..!! بارك الله فيك

    ردحذف
  2. موقفها سليم وفعلها متزن ..حدث لي موقف مماثل كمرافق لأختي بمستشفى بالمدينة المنورة ..!! وفقدت أعصابي فمن يعلم ليس كم لا يعلم مخاطر الحالة الإسعافية إن لم تسعف في وقتها ..!!

    ردحذف
  3. سـلامـ الله عليكمـ

    كيف حالك ايتها العزيزة ؟

    بعـض الظروف تجبرنا على ان نقومـ بما لا نود القيامـ به , فكما يقـال الظروف تكـون أقوى منّـا ..

    وأجزمـ بأن المرور بمثل هذه المواقف ليس هيّنا ابدا على أمرأة تعيش بوسـط ذكـوري ..


    حفظنـا الله من كل مكروه .. ولا جعلنا نحتاج غيره ؛

    ردحذف
  4. السلام على الكرام الماكثين بالقرب هنا ليهبو لسطوري من بهاء حضورهم المعنى..
    دكتورنا الصادق..
    المواقف التي يعجّ بها قسم الطواريء في مستشفياتنا باعثة على الأسى والإحباط..
    فقدت والدي على باب قسم الطواريء، والجدال قائم بين الأطباء والمسعفين هذا يقول حالة إسعافية إنزلوه، وذلك يقول لا يوجد سرير له لا تنزلوه؟!!!
    وبين الصراخين..لم يتقدم أحد لإسعافه ولو على باب المستشفى!!!!
    وهذه المرأة التي حكيت عنها لايزال البعض يرمقها بطرف عينه ويقول: قليلة حياء!!!!
    أشكر وقفتك الراقية على أوراقي رغم تواضعها..
    .
    .
    العزيزة ملكْ..
    أحسنت ملكْ..وهذه مصيبنتا..فأنظري كيف الموقف صعب، إنقاذ روح شقيقها، ورؤيته يتألم ، وأيضا لو كان هناك رجال بالإمكان الإستعانة بهم لما قصرت..لكن مجتمعنا الأفلاطوني الفاضل يضعها بين حدّي مقص ..حدّ قلة الحياء، وحدّ الإهمال واللامبالاة بالأرواح لأن المرافق مع الحالة "حرمه" !!!!
    عجيب جدا أمرنا ياعزيزتي..ولو مات شقيقعا لقالوا: ذنبه في رقبتها، لماذا لم تسعفه؟؟؟؟!!!
    الحمد لله على كل حال..
    وحفظك الله ومن تحبين ولا أحوجك لأحد أبدا بحق محمد وآل محمد..
    .
    .
    أيها الكريمان..
    دعائي لكما موصول..وفقيرة أبقى لدعائكم الطاهر

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.