فقدنا اليوم نائب مدير العيادات ..
الدكتور / كمال الدين ابراهيم..( مصري الجنسية)
في العقد الخامس من العمر، إثر نوبة قلبية لم يتحملها قلبه المريض..
فقدنا الطبيب الإنسان..
فقدنا المدير الذي يتعامل مع كل منا كأخ له، ويتفانى في خدمة الجميع..
فقدنا الأب الرحيم، والأخ الكبير، والطبيب الشفيق..
فقدنا إنسانا حقا لا يحزن إلا على خسارة مثله..
فقدنا من كان يتعب نفسه لأجلنا، لأجل المرضى ولا يكلّ ولا يشتكى، وعندما نقول له :دكتور صحتك أرتح قليلا، يقول: هو في الآخر حيبقى لنا إيه إلا دا؟
فقدت الذي كان يتصل بنا كل صباح، ويقول كلمته الدائمة: آلو السلام عليكم، كيف حالك يا أختي ..طيبة إن شاء الله؟طيب نبتدئ بئه..
ثم يشرع بتوجيهنا لخدمة مريض جاء إليه ويحتاج عرضا مباشرا على الطبيب ولا يحتمل دوامة التأخير..
لم يناديني بإسمي يوما ولو بالخطأ من شدة إحترامه وخلقه النبيل..
وإذا حصل إشكال مع أحد الزميلات أو الزملاء كان يعتذر بنفسه كأنما هو المخطيء ، ثم ينصف كلا من الآخر دون أن يتجاوز على أيٍ من الطرفين..
فقدنا من كنا عندما نذهب إليه مرضى، كان بنفسه يترك مافي يده، ويذهب إلى الصيدلية ليصرف لنا العلاج ويحضره، بل ويفعل ذلك لكل العاملين في المستشفى من أكبر طبيب وحتى أصغر عامل، ويتفقدنا في كل وقت حتى يطمئن على تحسن حالتنا..
فقدنا المتواضع للجميع..
فقدنا إبتسامة الصباح التي تتحمل ضغط العمل وتحفزنا على العطاء اللامحدود..ويقول لنا دائما: أهو دا اللي حيفضل لنا بعدين..
فقدنا الأب الذي كان يفتخر ببناته ويقول لنا: انا بنتي السنة دي توجيهي..ويحكي لنا عن آماله وتطلعاته نحو مستقبلها بعيون تتلألأ ببريق الحب الأبوي، والفخر ، والشوق لشم رائحة الولد..
هذا الرجل ..بل هذا الإنسان الخلوق، الطيب..فقده ممض ممض جدا..
مذ ألتحقت بالعمل في المستشفى منذ سنتين وهو لم يغبّ إلا يومين..
يوم كان مريضا لم يستطع التحامل على ألمه والحضور..
واليوم الثاني هو هذا اليوم..عندما باغته قلبه المريض بجلطة لم يصمد حيالها كعادته في الصمود..
أبى أن يموت إلا إلى جوارنا في الطواريء، كأنما يودعنا قبل الرحيل..
اليوم كان الجميع يبكي، لم يستطع أحدٌ حبس دمعته..
كلنا اليوم كنّا ابناءه، وأخوته..
لم يكن أي أحد منا زميل عمل..كلا كلنا كنا أهل الفقيد الغريب..
رحمك الله دكتور كمال..
بالأمس فقط كنت معنا، بالأمس فقط ضحكت في وجوهنا، بالأمس فقط مددت يدك تمسح على ذلك المريض الذي أصيب بالدوار في مكتبك نتيجة هبوط السكر في دمه..
دكتور..كان آخر عملك التحنن على محتاج..
تحنن الله عليك بحق محمد وآل محمد..
وداعا أيها الطبيب الإنسان..
يشهد الله فقدك كم وكم أحزنني..
رحمك الله بجاه محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين..
( رحم الله من يذكر هذا الطبيب الطيب بثواب الفاتحة تسبقها الصلوات كرامة لمحمد وآل محمد)
ثم يشرع بتوجيهنا لخدمة مريض جاء إليه ويحتاج عرضا مباشرا على الطبيب ولا يحتمل دوامة التأخير..
لم يناديني بإسمي يوما ولو بالخطأ من شدة إحترامه وخلقه النبيل..
وإذا حصل إشكال مع أحد الزميلات أو الزملاء كان يعتذر بنفسه كأنما هو المخطيء ، ثم ينصف كلا من الآخر دون أن يتجاوز على أيٍ من الطرفين..
فقدنا من كنا عندما نذهب إليه مرضى، كان بنفسه يترك مافي يده، ويذهب إلى الصيدلية ليصرف لنا العلاج ويحضره، بل ويفعل ذلك لكل العاملين في المستشفى من أكبر طبيب وحتى أصغر عامل، ويتفقدنا في كل وقت حتى يطمئن على تحسن حالتنا..
فقدنا المتواضع للجميع..
فقدنا إبتسامة الصباح التي تتحمل ضغط العمل وتحفزنا على العطاء اللامحدود..ويقول لنا دائما: أهو دا اللي حيفضل لنا بعدين..
فقدنا الأب الذي كان يفتخر ببناته ويقول لنا: انا بنتي السنة دي توجيهي..ويحكي لنا عن آماله وتطلعاته نحو مستقبلها بعيون تتلألأ ببريق الحب الأبوي، والفخر ، والشوق لشم رائحة الولد..
هذا الرجل ..بل هذا الإنسان الخلوق، الطيب..فقده ممض ممض جدا..
مذ ألتحقت بالعمل في المستشفى منذ سنتين وهو لم يغبّ إلا يومين..
يوم كان مريضا لم يستطع التحامل على ألمه والحضور..
واليوم الثاني هو هذا اليوم..عندما باغته قلبه المريض بجلطة لم يصمد حيالها كعادته في الصمود..
أبى أن يموت إلا إلى جوارنا في الطواريء، كأنما يودعنا قبل الرحيل..
اليوم كان الجميع يبكي، لم يستطع أحدٌ حبس دمعته..
كلنا اليوم كنّا ابناءه، وأخوته..
لم يكن أي أحد منا زميل عمل..كلا كلنا كنا أهل الفقيد الغريب..
رحمك الله دكتور كمال..
بالأمس فقط كنت معنا، بالأمس فقط ضحكت في وجوهنا، بالأمس فقط مددت يدك تمسح على ذلك المريض الذي أصيب بالدوار في مكتبك نتيجة هبوط السكر في دمه..
دكتور..كان آخر عملك التحنن على محتاج..
تحنن الله عليك بحق محمد وآل محمد..
وداعا أيها الطبيب الإنسان..
يشهد الله فقدك كم وكم أحزنني..
رحمك الله بجاه محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين..
( رحم الله من يذكر هذا الطبيب الطيب بثواب الفاتحة تسبقها الصلوات كرامة لمحمد وآل محمد)