تدوينة..مدادها السخين..أستعصى على المكث بين الضلوع!!
_____________________________
لفتت الكلمة نظر زميلتي في العمل عندما وجدتها ملاحظةً مكتوبة أمام رقم ملف أحد المرضى في قائمة الملفات التي لم تُسلّم للعيادات وفق الروتين المعمول به..
تسآلت بتعجب موجهة خطابها لزميلتنا الفلبينية الأقدم في هذا المجال:
Sister, what is this Answer Meaning?
فأجابتها : هذا المريض مات..
كنت جالسة أمام شاشة الكمبيوتر منهمكة في إدخال المرضى الإضافيين الذين ليس لديهم حجوزات مسبقة عندما طرقت سمعي عبارتها تلك..
لا أعلم لماذا مباشرة توجهت إلى صفحة الإستعلام عن المرضى..وضغطت الأزرار..وأدخلت الإسم..
جاء ردّها سريعا صريحا على إستفساري..
ضغطت زر الإستعلام عن آخر زيارة ..
وجدته مكتوبا..30/7/ 1419هـ الساعة 11:24 صباحا..
تاريخ إغلاق الحساب..
30/7/ 1419هـ..الساعة 1:13 ظهرا..
على يمين الإسم..
( متوفي)
تسمرت قليلا..أتأملها..
كلا..ليس لأبكي..
بل لأُقبِلَ تلك اللحظات..
كان هنا..
أسلم الروح هنا..
مكث في سيارة الإسعاف..يعاني من آلالام الجلطة المباغتة..والمستشفى ترفض إدخاله لقسم الطورايء لعدم توفر سرير!
لفظ أنفاسه..في سيارة الإسعاف زهادة بسرير بين الإحياء..
وجد سرير ثلاجة الموتى..أسهل وأرحب..وينتظره..
وبقي السؤال الذي لم يخمد أوراه يوماً في صدري..
أبي..
لماذا لم أقبل يديك ذاك الصباح؟؟!!
رميت تاريخ اليوم ببصري..
27/3/ 2011م
إبتسمت بمرارة للأقدار..
.
.
أنه تاريخ ولادتي!!!
(لَيْتَ شِعْرِي، أَلِلشَّقآءِ وَلَدَتْنِي أُمِّي، أَمْ لِلْعَنآءِ رَبَّتْنِي؟ فَلَيْتَهَا لَمْ تَلِدْنِي وَلَمْ تُرَبِّنِي..)
______________________________________
رحم الله من أهدى والدي..ثواب المباركة الفاتحة قبلها صلوات