زوار مدونتي الكرام..
* تمّ إغلاق المدونة، وإيقاف إمكانية التعليق على التدوينات..

** كذلك أحببت التنويه إلى إمكانية التحكم في المقطع الصوتي وإيقافه إن أحببتم عن طريق الآيقونة في آخر الصفحة..
وفقيرة أبقى لدعائكم

الجمعة، 15 يونيو 2012

وقفة وفاء لأكف العطاء..( الذكرى الثانية لإنطلاقة المدونة)


زدت في الإدبار ..عاما أيا عمري..
قد غدا التذكار..نصلا به يفري!!
آهٍ ألــلإعمار... دربا به نسري؟

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ __ _ _ _ _ 

إنها السنة الثانية من عمر عصارة العمر المعتق..
عمر ضربته رياح الجفاف ..حتى نضب كأسه..
كم مرّت على هذه العصارة ليالٍ أذن فيها مؤذن الخواء..
وكم من مرة أردت إعلان حالة الوفاة السريرية لسطورها..
لكن..
في سوادها تمتد أكفٌ خضراء..
تورق بين جنباتها..
وتجبر العصارة أن تسيل بالرحيق..
أيها الكرام ..
إستميحكم عذرا في عام عصارتي الثاني إن أوقفكم على شرفاتها..
لتشرفوا منها على لحظاتٍ صنعت عمر هذه العصارة التي بدأت من
تهادي جدار ..وأستندت في آخرى على عكّاز
وبين الجدار والعكّاز..
جربت إحباط..
وأشرق في ظلامها هلال..
الأستاذ/ إيمن الظفيري..قادح شرارة وتهادى الجدار
والكريم المؤمن/ مهدي توفيق.. صانع التحدي في إحباط..
وأستاذي المؤمن الجليل / هادي المحسن...مضيء سراج هلال
والأخ الصادق دكتور/ صادق العمران.. مَسنَدُ العكّاز
وغيرهم..أقلام هنا لم تبرح تنثر بين جنبات العصارة من طهرها شذرات، فترتد بصيرة رغم غرقها في الظلمات..
الأستاذ المؤمن/ لا تلثم رأسا تجهل فكره..الماكث ساجدا في المحراب..
الأخت العزيزة / مـــلكْ...ملائكية الحضور
والأخت العزيزة/ أم الحسن.. النابض قلب مدونتي بحضورها رغم الغياب..
والأخت الحنون/ أم مهدي.. الباعثة دفئها في الجنبات..
والأستاذ المؤمن/ شهريار..الواهب عمقا للكلمات..
والعزيزة/ بدرية الموسى.. العازفة على أوتار الإنسانية أعذب النغمات..
والأستاذ المؤمن/ أبو فاطمة الرمح المنتظر.. ذو القلم الإنساني العميق..
أيها الكرام..
وجدت من الإجحاف بحقكم أن يمرّ من عمر عصارتي عامان .. كنتم لها فيها دماءا سارية في عروقها بالحياة، ولا أقف لأقول لكم
جزاكم الله عني خير جزاء المحسنين..
علمتموني الكثير..وكنتم أساتذة لي بالفعال..
علمتموني حقا : ( ما كان لله ينمو) حتى أخجلتموني عندما غارت بذرتي أمام إرتفاع غراسكم..
علمتموني : (  أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى الله أَنْفَعُهُمْ لِلّنَاسِ )

إذ كانت كلماتكم ضياءا لي في الطريق..
علمتموني أن أخجل من قلمي، وأن أثقله بحمل الأمانة، فلا أخط به إلا ما يليق بأن تقع عليه عيون متابعتكم لسطور هذه الأقل..
أنتم أيها المتفضلون عليّ بترك بصمة هنا..
ومن خلفكم ..العابرون بعيونهم بصمت.. يستوجب مني عظيم الإمتنان..
لكم جميعا..أقول
(من لم يشكر المخلوق، لم يشكر الخالق)
فشكرا لكم..إذ جعلتم عصارتي تبلغ العامين..
وحقا كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( لا تستح من إعطاء القليل، فإن الحرمان أقل منه)
فكنتم بحق..قطرة النور في عصارة الأيام..

خالص الدعاء..واسألكم الدعاء

وشكرا من القلب لكم

الجمعة، 8 يونيو 2012

عكّاز..


على مقاعد الإنتظار جلسا متجاورين..
رجلان تفنن الزمن في خط علاماته على وجهيهما..
ييممان شطر الستين من العمر إن لم يكونا تجاوزها..
لا يعرفان بعضهما..وطيلة الوقت لم تحن من أحدهما للآخر إلتفاتة..
أحدهما ينتظر موعده للغيار عند عيادة القدم السكرية، يسند نفسه على عكّازه، ولو حانت منك إلتفاتة إلى رجليه، لرأيت إحداهما فاقدة لأصبعين..
خرجت الممرضة من العيادة..
نادت بإسمه..
همّ بالقيام..لكن قدماه خذلتاه ربما لطول مدة الجلوس والإنتظار..
بلا تعمد..أمسك بساعد الذي إلى جواره..
فألتفت الآخر إليه، وسنده بيده الآخرى وثبت ساعده جيدا، وقال: هيا قول يا الله..
وساعده في الوقوف..بل وصحبه حتى باب العيادة..
والرجل يقول له بإمتنان: الله يرضى عليك..
كنت اتأمل المشهد من مكتبي، وأنا أنظر لضعفين يسند أحدهما الآخر بشيء من التأثر ومشاعر لم أستطع تصنيفها..فهي تدرك ولا توصف..
قطع علي هذا الشرود ..صوت أحد المراجعين يسألني : هي عيادة الباطنة فين يابنتي ؟
كان السائل رجل مسن مصري الجنسية ولهجته ريفية من الصعيد ..
لم أكن أرى منه عبر النافذة إلا جزءه العلوي..وأنتبهت إلى كونه يستعين بعكازين ظاهرين من تحت أبطيه..
غالبا لا إحتكاك لنا بالمرضى، ونحولهم عند السؤال على الإستعلامات، لكن لا أعلم لماذا قلت لهذا الرجل: أي عيادة باطنة يا أبي؟
فقال لي: ما أعرفش والله يابنتي أنا جاي عشان أبني عنده موعد وقالو لي هنا؟
قلت له: معك كرت الموعد ؟
قال لي: لا ؟
فسألته: إذن هل تعرف رقم ملفه على الأقل؟
فأجابني: لا والله يابنتي، دا أنا حتى أول مرة آجي هنا ؟
فقلت له: حسنا ، يا أبي..ولا يهمك أعطني اسم ولدك وإن شاء الله أقدر أساعدك..
أعطاني اسم ولده، وبحثت عنه في الكمبيوتر، وعرفت موقع العيادة ودللته عليه..
توجه إليها شاكرا على عجل فلقد كان واضحا أنه قلق على ابنه كثيرا..
قمت أنا لأكمل عملي، وخرجت من مكتبي لأحد العيادات..
ثم عدت إليه بعد قليل..
لأجد الرجل المصري هناك ..يبحث عني..
وعندما رآني بادرني قائلا: شكرا لك يادكتورة..ربنا ينور دربك ويوفقك يارب
ثم مضى..
بينما تسمرت أنا في مكاني قليلا..
لقد كان بقدم واحده !!
ولقد حظيت أنا كذلك في تلكم اللحظات..
بعكّاز!!
____________________________

مهداة مع باقة من الإمتنان..إلى الأخ المؤمن الدكتور صادق العمران