بآمان الوليد الناعم في أحضان أمٍ رؤوم ..تهدهده تارة، تمسح على خده بحنان تارة، تضمّه تارة، قضيت سويعات ليلي على لطف أعتابك..
"أناجيك ياموجودا بكل مكان لعلك تسمع دعائي، فلقد عظم جرمي وقلّ حيائي"..أحملها نسمات ذاك السحر المخضل بدموع العاشقين..
لكنني لم أكن أتقن لغة العشق لأرشف من رحيق تلك الدموع..
وجدتك هناك..تغضي عن أعجميتي..ترسم في قلبي بحروفك لغة الحنان : ( ياعبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)..
بت ليلتي تلك مسهدة أرتل آيات حبكّ الذي لا يفنى ولا يتغير..
أسكرني شرب فيض الكرم..فنسيت ما كان من قديم جرأتي عليك..ومضيتُ أرفع إليك كفّ المسألة بلا إستحياء، وأغترف من سلسبيل حلمك وإمهالك بغير خجل!..
لم تقابلني بما أستحق، ولم تحرمني فضلك بعد إذ عرفتنيه..وتركتني ناعمة بين يدي رحمتك..حتى أنبثق ضوء الفجر معلنا ذاك الرحيل..
وجدتك كما عرفتك مذ أوجدتني..ذو منّ قديم..
ووجدتني كما عرفتني مذ خلقتني في جهلي وعصياني مقيم..
آه يا فجر القدْرِ..ما أقساك إذ باغتني..
فذنبي عظيم!!
_____________________________________
(فَيامَنْ هُوَ عَلى المُقْبِلِينَ عَلَيْهِ مُقْبِلٌ وَبِالعَطْفِ عَلَيْهِمْ عائِدٌ مُفْضِلٌ وَبالغافِلِينَ عَنْ ذِكْرِهِ رَحِيمٌ رَؤُوفٌ وَبِجَذْبِهِمْ إِلى بابِهِ وَدُودٌ عَطُوفٌ ؛ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ أَوْفَرِهِمْ مِنْكَ حَظَّا وَأَعْلاهُمْ عِنْدَكَ مَنْزِلاً وأَجْزَلِهِمْ مِنْ وِدِّكَ قِسْما وَأَفْضَلِهِمْ فِي مَعْرِفَتِكَ نَصِيبا..)