زوار مدونتي الكرام..
* تمّ إغلاق المدونة، وإيقاف إمكانية التعليق على التدوينات..

** كذلك أحببت التنويه إلى إمكانية التحكم في المقطع الصوتي وإيقافه إن أحببتم عن طريق الآيقونة في آخر الصفحة..
وفقيرة أبقى لدعائكم

الجمعة، 13 مايو 2011

حُلّم الِلقَاء..


على شرفة العمر واقفةٌ..
أُلوحُ مودعةً وقد غادرتني لياليه..
ألمح في الأفق وجوههم التي كانت تشرق من جباهها الصباحات..
أبي لم يكن آخرهم..
لكن وجهه كان مختلفا..
وعنده أوقفت الإزمنة وأضعت ذاكرة الأمكنة..
أتذكر خالة أمي التي توفيت عن عمرٍ يناهز الثمانين عاماً..
ولا تبرح أذني تحية صباحها التي تبارك ساعات يومي كله بهتافها المتميز:
(ياصباح الحسن والحسين)..
أتذكر عندما كنّا ندعو لها بطول العمر تنهرنا وتقول: أكثر من هذا؟..كلا يكفيني ما عشته!
ورغم هذا لم تغادر وجهها يوما إبتسامته..
حتى عندما أقعدها المرض، وفقدت القدرة على النطق إلا بأنين الألم في آخر أيامها..لم يفقد وجهها إطمئنان الرضا!!
يوم دنت وفاتها..كنتُ موقنةً أنه لن يطلع عليها بعد ذلك الصباح صباح..فلقد أصبحت خبيرة في وجوه الموتى!
منذ رأيت إصفرار جسدها وأرتفاع أنينها عن نمطه المعهود..علمت أن المسألة مسألة وقت لا أكثر..
حتى عندما سكن أنينها عند السحر..لم أرتعب ولم أضطرب..
تناولت مصحفي..
وجلست بقرب جسدها المسجى..
وصغّتُ من سورة يس ..ترنيمة الوداع..
ومن قبلها عشت مع خال والدي الموقف ذاته..
كلهم ودّعتهم..

إلا أبي..
عندما خرج..
.
.
.
ترك على شرفة عمره طفلته تنتظر..

______________________

اسألكم الفاتحة تسبقها صلوات..هدية لموتانا، وذخيرةً لتلك السويعات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.