زوار مدونتي الكرام..
* تمّ إغلاق المدونة، وإيقاف إمكانية التعليق على التدوينات..

** كذلك أحببت التنويه إلى إمكانية التحكم في المقطع الصوتي وإيقافه إن أحببتم عن طريق الآيقونة في آخر الصفحة..
وفقيرة أبقى لدعائكم

السبت، 18 يونيو 2011

جُـحــُودْ!!..


أخذت وصفة دواء زميلتي في العمل، وقصدت الصيدلية لأصرفها لها..
كعادتها صالة المستشفى كانت مكتظة بالمراجعين..
لاحظت عند مروري بها وجود رئيسة التمريض وممرضة أخرى معها..
وما أن مررتُ بجوارها..إلا وسحبتني من يدي لتقول لي أنتبهي؟!!..
نظرت وإذ قطرات دم تغطي الأرض تمتدّ من تحت قدمي رجل طاعن في السن قد غطت وجهه علامات الذهول والإنكسار والضعف..في حين يجاهد ابنه في رفعه ليجلسه على الكرسي المتحرك..
صرفت الدواء، وعدت إلى مكتبي..وصورة هذا المُسنّ لم تبرح خيالي!!
ورغم أنني أرى يوميا حالاتٍ لم تخطر لي من قبل على بال..إلا أن حالته تلك وشدة ضعفه ونظرة الإنكسار في عينيه..اسالت دمعي ولا تزال..
بقي فكري حائراً متسآئلا..ترى..بأي إستحقاقٍ لم أكن مكانه؟
بأي إستحقاق لم أكن زميلتي المسيحية؟
بأي إستحقاق لم أكن تلك الزميلة المسلمة..لكنها سافرة وتوزع الإبتسامات في جميع الإتجاهات وتجلجل ضحكاتها في كل مكان؟
بأي إستحقاق عوفيت؟
بأي إستحقاق سُتِرت؟
بأي إستحقاق عُرّفتُ: ( فَأسْألُ اللهَ الّذِي أكْرَمَني بِمَعْرِفَتِكُمْ ، وَمَعْرِفَةِ أوْلِيائِكُمْ ، وَرَزَقَني البَراءَةَ مِنْ أعْدائِكُمْ)
بأي إستحقاق نَطقتُ بإسم  الحسين؟
وبأي إستحقاق رددت مع عليّ عليه السلام : ( ما قَطَعتُ رَجائي مِنكَ وَما صَرَفتُ تَأميلي لِلعَفوِ عَنكَ، وَلا خَرَجَ حُبُّكَ مِن قَلبي)؟
من أنا؟
ماذا أعطيت؟
لماذا أعطيت؟
هل لهذا من تفسير إلا أنه لي ربّ أعجز عن تصور أقل مقدار رحمته!!
ربٌّ يتحبب إليّ..رغم تبغضي إليه؟
ويحلم عني..مع جرأتي عليه؟

( يا عيسى..كم أطيل النظر، وأحسن الطلب..والقوم لا يرجعون)
.
.
ليتني متّ قبل هذا ..وكنت نسيًا منسيا..
______________________________

( إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ* وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ  )

هناك 4 تعليقات:

  1. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    يعلم الله أنّا ما كفرنا نعمه متعمدين، و لا امتنعنا عن شكره و نحن نجحد فضله، و لكن عظيم أنعمه علينا و قدمهاأذهلنا عن الانتباه لكرمه سبحانه و تعالى، حتى صرنا لا ننتبه إلا أن ننبه ، و قد لا ننتبه.
    كم تبهرني ظاهر نعمه (ما أوفق للانتباه له) و قد أقارن حالتي اليوم بما سبق،و أجد حولي من لست أفضل منه في شيء بل يفوقني فضلا و ليس يمتلك ما خولني ربي تبارك اسمه .... و أرى عظيم المسؤولية، فأنا راغب في دوام بقاء نعمه سبحانه، فهذا شرف عظيم، و أخشى أن لا أشكر فصيبني سخط من ربي ... اللهم ارزقني توفيق الطاعة و بعد البعصية و الشكر لك على النعمة.

    وفقكم الله لرضوانه

    ردحذف
  2. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
    مهما بالغنا في الشكر نبقى مقصرين، لكن ما أقبح أن نجمع بين تقصير وتضييع؟!
    رزقكم الله وإيانا شكرا يبلغ بنا غاية رضاه..
    جزيل الشكر لكم..

    ردحذف
  3. إلهي أنت الذي أنعمت أنت الذي أحسنت أنت الذي أجملت ........فلك الحمد دائماأما أنا فمن أكون ياواحد يا أحد لازلت أعصيك بنعمك فجلنني بكرمك
    ...
    أمةالحسين ع اسأل الله أن يشملكِ بلطفه وأن يجعلك ممن يتعفر جبينهم في محراب عشقه وممن يحفظون نمه فيديمها عليهم
    الحقير إلى مولاه لا........

    ردحذف
  4. واسأل الله أن يديمكم محفوظين في نعماه، ملهمين شكره، وراتعين في حظوته وحباه..
    كأنما أطلتم الغياب أخ الإيمان..فالحمد لله أنكم بخير..
    أصيخوا السمع..فلقد طال بالمحراب أنين الشوق لسجدتكم الطاهرة..
    تلقاكم الله بعفوه والقبول وأقرّ عينكم بإجزال المثوبة..
    وفقيرة دوما أظل لدعائكم الطاهر

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.