زوار مدونتي الكرام..
* تمّ إغلاق المدونة، وإيقاف إمكانية التعليق على التدوينات..

** كذلك أحببت التنويه إلى إمكانية التحكم في المقطع الصوتي وإيقافه إن أحببتم عن طريق الآيقونة في آخر الصفحة..
وفقيرة أبقى لدعائكم

الأربعاء، 15 يونيو 2011

ملامح نقش ..




مرت الأيام..

وها أنا ذا أنقش على جدار العمر..

زدت في أعوام عمر البعد.. عام!!
________________________________

أرعش النبض حنايا جسدها الملقى في سكون تلك الخرابات..
فتحت عينيها رويدا رويدا..تريد تبين ملامح المكان..
قامت تترنح من أثر طول الغيبوبة..
أجالت نظرات خرساء بلهاء..
أين أنا؟
مالذي جاء بي إلى هنا؟!
بدأت تستعيد شيئا من وعيها..
زكمت أنفها رائحة النتن!..
تلفت يمينا وشمالا تبحث عن سبيل للفرار..
ترآءى لها موطيء أقدام ..كأنما سبقتها في الخلاص..
تحاملت على آلامها..وجرجرت أقدامها على آثار ذاك المسير..
سارت بضع خطوات..فوجدت وردةٌ حمراء زاكية العبير..
أنثنت عليها وقد أنتعشت روحها لمرأى ذاك الجمال..
أستنشقت عبيرها الآخاذ..فشعرت ببردٍ يسري بين أوصالها..
رفعت رأسها..وعزمت على إستئناف المسير..
سارت تتبع تلك الخطوات ..حاملة بين كفيها وردتها الحمراء..تتأملها تارة..تشمها تارة..تضمها تارة..
بددت تلك الوردة شيئا من الألم وشعور الغربة التي كان يلف روحها..
كانت تمشي ولا تشعر بمقدار المسافة التي قطعتها لأن وردتها الحمراء تلك كانت أنسها الذي طوى سويعات سيرها دونما شعور..
فجأة..لاح لها جدولٌ يجري على مرمى البصر..
سلب لبّها خرير ماءه، ولمعة صفاءه..شعرت بسريان الروح في بدنها لمجرد تخيل عذوبة بردّه بين شفتيها الذابلتين..
أندفعت تجري نحوه..ولم تأبه لضعف جسدها ولا كثرة أسقامها..
كان الطريق إليه شائك تملؤه الصخور الحادة..لكن شدة إندفاعها أعمتها عن الإبصار..
أدمت تلك الصخور أقدامها..فلم تأبه لما نالها منها..فلقد أخذ جمال الجدول الرقراق بتلابيب فكرها..وأعماها عمّا سواه..
في خاطرها كانت تتسآءل أحيانا مابال هذه الصخور؟
من الذي زرعها هنا؟
لكنها لم تشغل فكرها بذلك طويلا..فقد كانت تريد الوصول بأسرع ما تستطيع..
فجأة..تعثرت بصخرة كبيرة لم تنتبه لوجودها..
شعرت أن الأرض تتلاشى تحت قدميها!
أنها تهوي!..
أرتطمت بالأرض بقوة..
تقلبت يمينا وشمالا من ألم السقطة..
رفعت طرفها..فأبصرت زرقة السماء فوقها..
تلّفتت حولها..شعرت كأنما سقطت في بئر قديم!..
مدّت يديها تحاول إمساك أي شيء في جدران هذا البئر لتتسلقه علّها تصل إلى الخلاص..
حاولت وحاولت حتى أدمت أصابعها..لكن دون جدوى!
شعرت بالإنهاك..فألقت بجسدها لتستريح..
كان الظلام حولها حالكا..لكنها شيئا فشيئا أخذت تستبين خيالات تتحرك..
أدهشها ذلك..أترى هنا أحد غيري؟؟
نادت..فلم تسمع مجيبا..
ثم أعادت النداء بصوت أرفع..فجاءها الجواب!..
كانت سعيدة جدا بهذا الجواب..فلم تكن وحدها في هذا المكان..
ثم فكرت..وسألت مجيبها هل رأيتم الجدول الرقراق في الأعلى؟
قال..قابلت الكثيرين ممن رآه..
قالت وأين همّ؟
قال : منهم من هوى أسفل مني..وقليلٌ من أستطاع الخروج من هنا ليكمل المسير..
كم كانت دهشتها عظيمة عندما علمت أن ماهي فيه ليس قرار ذلك البئر!..
لكنها شعرت بالإمتنان لكونها لم تهوي فيه حتى قعره..
لزمت الصمت قليلا..ثم واتتها فكرة أملت أن تجد فيها سبيلا للخلاص..
قالت..لما لا أخبر الآخرين بملامح ذلك الجدول..
لم لا أخبرهم بشيء مما رأيت..علّ أحدهم ينجح في الوصول ويستنقذني..
وإن لم ينجح في ذلك أحد..فموتي وأنا أجتهد في الوصول أحبّ إلي من هذا القعود..
رفعت صوتها بالنداء مرة أخرى..
أخذت تحكي وتصف روعة الجدول الرقراق في الإعلى ..
كانت تأتيها أصوات مجيبة من مسافاتٍ مختلفة..لمست في بعضها شوق الخلاص..
سكنت نفسها لوجود من يقاسمها ذات الأمل..
أخذت تحكي وتحكي محاولة أن تستحثهم على المسير..
فجأة..
سمعت صوتا حدست أنه ربما كان معها في ذات المستوى..أو هو أعلى بقليل..
قال لها: لقد كنت هناك..ورأيت ذلك الجدول..وها أنا ذا أحاول الصعود لأبلغه..
كان التعب قد بلغ منها كل مداه..
والآلام تنشر في جسدها بقسوة عجيبة..
وجراحاته تنزف بغير إنقطاع..
تكلمت وكلها توسل إلى مصدر ذلك الصوت..
قالت: ذلك الجدول هو سبب إصطباري على كلّ هذا العناء..
ذلك الجدول هو أملي في الحياة من جديد..
ليس لي عن بلوغه من محيد..
لقد بات هاجسي، وملك عليّ أنفاسي..حتى أراني أعاف في البعد عنه ماسواه..
أيها الصوت ..أرجوك خذ بيدي..
دلّني فقط على ما وجدته من موطيء الأقدام..علّني أبلغ الأسباب..
كانت دموعها تجري بغزارة وهي تستغيث..
إلتفتَ إليها..
نظرَ إلى يديها..
قال لها: لكن على يديك آثار وردةٍ حمراء!
شهقت من تذكر وردتها الحمراء..
لم تشعر متى سقطت من يديها ..ولم تعلّم مالذي حلّ بها؟
أترى داستها في أوج ذهولها لجمال ذلك الجدول؟
ثم تذكرت تلك الخطوات..
وتذكرت أنها غابت عن فكرها تماما..
ولو أنها تنبهت لها..وتبعتها..لربما لم تكن هنا الآن..
قالت بأسى: نعم لقد كانت بين يدي..
لقد أضعتها..كما أضعت الآثار على صفحات ذاك الطريق..
لم يبق لي منها سوى هذه الحمرةُ التي تصبغ كفيّ الواهنين..
أرجوك..أن كنت تعرف سبيل الخلاص..فأرشدني إليه..
أشاح بوجهه عنها..وقال: كلا!
فدهشت من جوابه..وقالت: وما المانع من ذلك، وأني لأظنك أبصرتَ شيئا مما رأيت؟
قال لها: بصراحة..أخشى من آثار جراحك أن نجحت في الخروج..
ربما شغلتك عن إكمال المسير؟
تبسمت في إلم دهشةٍ عميق..
عجبا كيف يغريها أثرٌ عن عين؟!
كيف تزهد في الذي بثّ فيها الروح..لتتعلق بالذي سلبها الوصول إليه؟!!
كيف يملك الآخرين الحكم على النوايا بهذه البساطة؟!!
تكومت على نفسها..
وتأملت في الجدار الذي تتكئ عليه..
وبصمتٍ أخذت تنقش على جدران حبسها ذاك ملامح مسيرها القديم..
فإما إن تتخذ من نتوءات نقشها عونا على الوصول..
أو تموت بقربها هنا..
وتُحَمّلها حكايا مُحبةٍ..ماتت وهي تنقش على جدران العمر..
أشواق اللقاء..
_____________________________________

ربما ترونها إما ساذجة أو موغلة في رمزيتها..وتتسآءلون لأي شيءٍ أعلنت عن ترقبٍ لهذه التدوينة منذ وقت طويل..
أنها قطرةٌ من عُصَارَةُ العُمْر المُعَتّقِ..وقد طَويتُ في هذا اليوم من عمرها سنة تحت سنا عيونكم..بعد سبعة لم أطلع عليها فيها أحدٌ غير من أسلت لأجله هذا المداد..
فيها إختصار كل الحكايا..
فيها إجابة تسآؤل عن سبب الغياب لمن عرفني قبلها..وقرأ لي مشاركاتٍ في أماكن أخرى..هجرتها ولست أرى لعودي إليها من سبيل..
فيها إعتذارٌ ممن أمل أن يجد بين طيتها الكثير..
فبعينكم أبصرتم فاقتي..وعاينتم سقمي..ورأيتم مقدار جهالتي..
وسأتيح لكم منذ اليوم مشاركتي في النقش على جدرانها..شريطة أن يكون النقش مصورا فقط..لآمالكم بالوصول
لذا اسألكم العذر..
ولدعائكم بالخلاص يشتّد بي الفقر..
.
.

وجزيل الشكر لكل من مرّ بي هنا ليمنحني من نبض عمره لحظات..

هناك 14 تعليقًا:

  1. اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل لوليك الفرج ..
    بين خشية الإطالة والإقتضاب الشديد في التعليق أعود في وضع أهدء مما أنا فيه ... تحية

    ردحذف
  2. بسمه سبحانه..
    اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد وعجلّ فرجهم
    مرحبا بحضورك الأول مقتضبا..مبشرا بإسهاب..
    أفخر التحايا..
    دعائكم

    ردحذف
  3. بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على عباده الذين اصطفى

    تذكرت ساذجا اتبعه سذج كثر يمد يده لشيخ العزة و معزها ليقول له تارة "هذا ليس لك" و تارة "إن الرجل ليهجر"، و لكن الشيخ كان أكثر صبرا و أصلب على هذه الجهالة، فلأجل الكرامة تهون آلام قذارة ما يلقى على كاهله.

    وفقكم الله بحبه للخروج من هذا البئر الضحلة إلى حيث الأنس بزكي روحه و ريحانه.

    ردحذف
  4. بسمه سبحانه..
    اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد وعجلّ فرجهم
    أتظنه ضحلا بئر الإغترار بهذه الدنيا أخ الإيمان الكريم؟
    ربما لو أدركتُ عظم الغاية لهان دونها عندي كل شقاء؟!
    لكن أنى لقلوب رآن عليها ماكانت تكسب أن تفقه من عظم الغاية حرفا..
    دعائكم فكم أفتقر إليه..
    وجزيل الإمتنان لمتابعتكم الدائمة

    ردحذف
  5. بسم الله الرحمن الرحيم
    من جديد, اعود على الوعد ..
    الكثير من الكلام يستأذنني بالخروج ... هممت لأخرج شيء منه, لكن كان بحكايتكم شيء لم يتسنى لي استيعابه رغم أني استوعبت معظمة ..
    لهذا استميحك سأتجنب الكثير مما كنت قد قررت البوح به ..
    ورغم أن الأبواب فتحت أخيراً بعد أنقطاع الرجاء, إلا أن لأصحاب الدار خصوصية أجهل المحافظة عليها

    قرأت الحكاية بين ضجيج المعتمرين, واستغربت إدعائك بالتوغل بالترميز .. إلا أن إعادة قراءتي لها مرة أخرى على هدوء لم تزدني إلا جهلاً ..
    لكن الأهم أننا لا نراها ساذجة :)


    توقفت عند التعليق السابق ... "المتابعة الدائمة"
    ونظرت على يسار الصفحة لأجد رقم 1767 وأتسائل كم لي منهم ؟

    مضى 144 يوم منذ 28/01/2011
    144 × ثلاث زيارات يومية = 432

    نعم بمثابة الدواء كانت عصارتك ..
    تحتاج لثلاث جرعات يومية ..

    اعتذر لو لم يكن التعليق وفق الشرط
    تحية واحترام

    ردحذف
  6. حقا إنها منزوفة
    يارب بحق من ناجاك
    إلا ما...................

    لاتل

    ردحذف
  7. بسم رب الرحمات
    اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد وعجلّ فرجهم
    السلام عليكم ورحمة باريكم المنان وبركاته..
    الفاضل أعماق..
    يا أبن الطيبين..المراد من النقش عِبرته لا مجرد الشكوى، وإسقاط فحواه على حال كل قاريء له بحسبه لا بتفصيل تجربتي فيه..المراد به هو ما تنطق به حروف هذه الإبيات:
    إذا دَهَمتك خيول البعــاد.... ونادى الأياس بقطع الرجا
    فخذ من شمالك تُرسَ الخضوع.... وشُدّ اليمين بسيف البُكا
    ونفسك، نفسك كن خائفا.... على حذرٍ من كمين الجفـا
    فإن جاءك الهجرُ في ظلمةٍ.... فَسِر في مشاعل نور الصّفا
    وقل للحبيب: تَرَى ذلتي؟!.... فَجُدّ لي بعفوك قبل اللّقا
    فو الحبُّ لا تنثني راجعا.... عن الحبِّ إلا بعوض المُنى
    علّ أحدا ممن أحيا الله قلبه يتعظ بها ويحذر من كمين الجفا..فينالني بدعوة هي أرجى عند الله من دعائي..
    أما عن المتابعة الدائمة..فأعتذر إليك ..لكن كلمة حق تقال: لولا أستاذي المؤمن كنفرتر لما لاح لهذه المدونة رسم تحت الأضواء..فلقد كانت وراء الستار منذ 2004..حتى تفضل وطلب مني تسطير شيءٍ من ذكر والدي رحمة الله عليه..فكانت (تهادى الجدار)..ثم تواضع وأشاد وشجع لإستمرارية حبو أحرفي على سذاجتها..وكان متابعا دائما ولم يزل وبتشجيعه نشرت رابط هذه المدونة حتى أتشرف بمقدمكم فيها..ومن ثم ما أكرمتموني به من متابعة..
    لست أغمطك حقك..أعلم أن عمّار أوراقي هذه متفضلون وأنني لا أوفيهم حقهم مهما جهدت..
    شكر لكل حرفٍ رسمت به كلمة لتصوغ سطرا هنا..
    دعائك..فلعمري أنني زدت ثقة على ثقتي بأنني حامل فقه لمن هو أفقه منه

    ردحذف
  8. أستاذي المؤمن الفاضل ( لا تلّ...)..
    ليت نزفها يكون طريق البرء يوما..
    تفضلكم بالتواضع للنظر فيها..يقصر دونه شكر هذه الأقل..وتنقلكم بين جنباتها زيادةٌ في التفضلّ
    شكر الله لكم بما هو أهله
    فقيرة لم أزل لدعائكم الطاهر

    ردحذف
  9. سربلك الله يا أخية بما يزيدك منه قربا
    وجعلت ممن يعفرون جبينهم في محرابٍ ترابه
    العشق للذات المقدسة
    اسأل الله عودتك لذياك المحراب
    سا حاول ماستطعت أن ازينه بتراتيل كانت تعمره
    وسانسخه هنا وهناك ليعم يتسبيحاته أرجاء البلاد
    وفقتم للخيرات

    لاتلث

    ردحذف
  10. بسم رب الرحمات
    اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد وعجلّ فرجهم
    السلام عليكم ورحمة باريكم المنان وبركاته..
    أستاذي الكريم لاتلثم رأسا تجهل فكره..عرّفكم الله جزاء حسن صنيعكم في الدنيا والآخرة..
    حقا عطايا الكرام ليست ككل العطايا..
    الآن فقط سيسجد المحراب سجدته اليونسية التي ستبلغ به الأسباب..
    رحم الله والديك..أنى لمثلى أن يقوم بشكر مثلكم؟
    شكر الله لكم بما لا يقدر عليه سواه..
    وعلى أعتاب كرمكم سأبقى ملّحة في مسألة الدعاء

    ردحذف
  11. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد و آله و عجل فرجهم.

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    كلنا يا أختي نعيش في غربة إما مستأنسين بالخربة و نتنها أو منشغلين بما تؤلمنا به هذه الصخور محاولين إيقاف نزف ما إن يشارف على البرء إلا و نسقط في صخرة أشد من سابقتها و أكثر إيلاما و إدماء ... أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجتذبنا و إياكم إلى حيث رضاه بحق نبيه المصطفى و آله النجباء.

    الاسم: أرجو تفضلكم بقبولي في كرمكم على نكرتي.

    ردحذف
  12. بسمه جلّ ذكره في علاه
    اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد وعجلّ فرجهم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    AVR
    ممتنة جدا لإشارتكم ( محاولين إيقاف نزف ما إن يشارف على البرء إلا وتسقط صخرة أشد من سابقتها وأكثر إيلاما وإدماءا)
    تقبلكم الله بأحسن القبول..
    دعائكم

    ردحذف
  13. ..
    يا من بيده ناصيتي

    ردحذف
  14. ياعليما بضري ومسكنتي ..ياخبير بفقري وفاقتي..يارب يارب يارب
    خذنا إليك ودلنا عليك وأقطعنا عما يقطعنا عنك يا أكرم الأكرمين..
    شكر الله لكم..وفقيرة دوما لدعائكم

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.