زوار مدونتي الكرام..
* تمّ إغلاق المدونة، وإيقاف إمكانية التعليق على التدوينات..

** كذلك أحببت التنويه إلى إمكانية التحكم في المقطع الصوتي وإيقافه إن أحببتم عن طريق الآيقونة في آخر الصفحة..
وفقيرة أبقى لدعائكم

السبت، 11 يونيو 2011

فن الإصغـــــاء..



تدوينة ذات طقس خاص في قراءتها..تحسسوا سويعات الفجر، أو قبيل الغروب..أنصتوا لشيءٍ من التلاوة..ثم أنطلقوا بالفكر نحو فضاءاتها..

________________________________

من أهم المهارات التي يحرص المختصون على التأكيد عليها في مختلف المجالات هو "فن الإصغاء"، ويقصد به الإستماع الجيد للمتحدث ، وإعطاءه الفرصة كاملة لتوضيح وجهة نظره وبيان أطروحته.
ويزعم المختصون أن المستمعين الجيدين هم أقل عرضة للمشكلات ومسببات التوتر وإرتكاب الأخطاء، لأنهم ينطلقون بردود أفعالهم من فهم كامل وعميق للأمور،وعليه فإذا أردتم حياة أسرية أكثر إستقرارا، أو إدارةً أكثر إنتاجية، أو حتى تحصيلا معرفيا أعمق..فعليكم بالتدرب على مهارة الإستماع الجيد بمفهومها الواسع الذي يشمل الإصغاء لمعاني الكلام سواءا أكان مسموعا أم مقروءا..
تذكرت هذا الكلام في وقت كانت تُلّح على خاطري الرواية الواردة عن المعصوم عليه السلام : ( من أصغى لناطق فقد عبده)، وأستعرضت لذلك صورا وشواهد، فتذكرت أن مهارة الإنصات الجيد كان لها الفضل مثلاً في تنمية ثقة ابن أخي -حفظهما الله- بنفسه، وطلاقة لسانه، ومن ثم تفوقه الدراسي لإيمانه بقدراته، وكذلك تذكرت حالي في بعض المواقف عندما تعرضت للإحراج نتيجة تسرعي في أمر ما، لأنني لم أترك الفرصة لمحدثي ليكمل شق الحديث لأفهم أن القضية أنتهت مثلا..
ولكن من أكثر الصور التي تداعت إلى خيالي وأستوقفتني طويلا هي صورة أحاديث المتحابين، فنحن عندما نحب شخصا ما نندفع في سماعه بكل جوارحنا، وينطبق علينا قول القائل " كأنّه أُذن" أي كأن المستمع من شدة الإصغاء تحول إلى هذه الأذن السمعية فقط ولا شيء آخر، وأستغرقت في خيالي فتذكرت كيف أن الأم -والتي هي من أصدق صور المحبين - تستمع لطفلها بكل جوارحها، حتى أن مجرد مناغاة خفيفة من رضيعها كفيلة بإيقاضها من سباتها العميق في جوف الليل، لتقوم بإطعامه مثلا،أو هدهته، أو حتى تنظيفه، وقد لا تستطيع العودة إلى النوم مرة أخرى؛ متنازلة بكل حُبّ وطيبة خاطر عن راحتها لأجل هذا المخلوق الصغير!!
ودائما ما نلاحظ أن الأمهات يحددون بسهولة نوعية حاجة أطفالهن عند بكائهم في الوقت الذي نجد الأب مثلا؛ يكون قد أستغرق وقتا في إسكات هذا الطفل، وقدم إليه ما يستطيع دون جدوى؟!
هذا الحبّ وهذا الأصغاء والقدرة البشرية الهائلة في مضماره، والتصرف على أساسه طلبا لرضى الحبيب مدعاة حقا للتأمل الطويل..
هذه القدرة المدهشة، والتي تنبع من النفس بدون تكلف بمجرد أن يحبّ أحدنا أمرا بصدق، لماذا تضيع منّا بسهولة ونكابد معها كل عناء..عندما نقف بين يدي ربنا المتعال لأداء الصلوات؟!
لماذا لا نستشعرها عندما نستمع إلى آيات كتابه الكريم؟
هل المشكلة في فن الإصغاء؟
أم أن المشكلة في الحبّ الذي ينبثق عنه الإصغاء، وردّ فعل الإصغاء؟
سؤال برسم إجابة كل واحد منّا..
بالنسبة لي الآن فقط..يلوح لي شيءٌ من معاني : ( من أصغى لناطق فقد عبده)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.