زوار مدونتي الكرام..
* تمّ إغلاق المدونة، وإيقاف إمكانية التعليق على التدوينات..

** كذلك أحببت التنويه إلى إمكانية التحكم في المقطع الصوتي وإيقافه إن أحببتم عن طريق الآيقونة في آخر الصفحة..
وفقيرة أبقى لدعائكم

الأحد، 17 أبريل 2011

الموقف سلاح..


( الموقف سلاح، والمصافحة إعتراف)
عبارة خالدة قالها شيخ شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان الشيخ الشهيد راغب حرب -رضوان الله عليه - في الثمانينات من القرن الماضي..
هذه العبارة لم تكن وليدة الصدفة بل كانت نتيجة إيمان عميق، إنبثق عنه وعي كامل بالتكليف الشرعي، وبصيرة في تقدير الموقف..
يقول جلّ وعلا: ( ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسكم النار) وكم هو دقيق هذا التعبير القرآني ،بحيث جعل مجرد الركون للظالمين- أي الإرتياح أو الميل الشعوري أو الرضا ولو بأقل درجاته- سبب في الدخول تحت مظلتهم، ولو كان هناك أقل من الركون لذكره الحكيم في كتابه..
وتتعدد صور الركون؛ فمنها ما أستشرفه سماحة الشيخ راغب في عصره وعبر عنه بالمصافحة، رغم أن الكثيرين غيره حينها لم يروا في المصافحة بأساً، ومنهم من رآها ذكاءا سياسيا في التعامل مع العدو،لكن سماحة الشيخ -رضوان الله عليه -وجده يحمل للعدو رسالة تتضمن قبولا ولو بأدنى درجاته، وببصيرته الثاقبة علم أن التنازل الأول مهما بدا صغيرا هو المنزلق لسلسة التنازلات بعدها، لأن النفس بطبعها خؤون، ومتى ما أستصغرت أمراً ألِفَتهُ، وأرتفع حاجز نفورها منه، وتجرأت على ماهو أكبر..
من هنا نرى أهمية الوعي في إستشراف صور الركون وتجليات المصافحة التي باتت متعددة في عصرنا الحالي، فمنها ماهو جلي كالرضا والدعم، ومنها ماهو خفي كالتذرع بقلة الحيلة ، والإنخداع بحيل الظالمين ؛رغم تعدد أساليب الإنكار والوصول للحقيقة بين إيدينا..
هذا الزمان زمان ثبوت الحجة..وليس للمقصر من عذر، فأساليب التواصل المختلفة التي يستخدمها الصغير قبل الكبير؛ سهلت علينا الكثير، ورأينا بأم العين كيف أن مجرد ضغطة (like) على صفحة تدعم فيها قولة حق..رسمت وجه التأريخ من جديد..
إنه زمان الجهاد الإعلامي موقف..
والكلمة فيه سلاح..

____________________________

من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام بعد وقعة الجمل؛ وقد قال له بعض أصحابه:وددت أن أخي فلاناً معك شاهداً ليرى ما نصرك الله به على أعدائك، فقال له عليه السلام:أَهَوَى أَخِيكَ مَعَنَا؟
قال: نَعَم.
قالَ: فَقَدْ شَهِدنَا، وَلَقَدْ شَهِدَنَا في عَسْكَرِنَا هذَا أَقْوَامٌ في أَصْلاَبِ الرِّجَالِ، وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ، سَيَرْعُفُ بِهِمُ الزَّمَانُ، ويَقْوَى بِهِمُ الاِْيمَانُ.
( نهج البلاغة للشريف الرضي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.