زوار مدونتي الكرام..
* تمّ إغلاق المدونة، وإيقاف إمكانية التعليق على التدوينات..

** كذلك أحببت التنويه إلى إمكانية التحكم في المقطع الصوتي وإيقافه إن أحببتم عن طريق الآيقونة في آخر الصفحة..
وفقيرة أبقى لدعائكم

الجمعة، 12 أغسطس 2011

إحبـــاط !!


 في مدونته المميزة مِحراب* والتي أتابعها بإستمرار، وأعود لقراءة تدويناته فيها أكثر من مرة، كتب الكريم أعماق ( مهدي توفيق) تدوينة مؤخرا عنونها بعنوان "لا أريد أن أكون حبة رز"..وقال فيها عبارة بصراحة حرمتني النوم عندما قرأتها صباح الخميس، قال مهدي:
نطلقت شرارتها من رفض الحاضر, وامتدت لصناعة المستقبل, حاضر يعيشه الملايين ويسمونة نجاح, نجاح لا أعترف فيه لأني ببساطة عرفته بعد أن ملكته, والمشكلة أمتدت لتكون أزمة فهم مصطلحات, تعرّف الحصول على أولويات الحياة على أنها نجاحات!) 
هذه العبارة كانت لاذعة جدا في نظري، وألجمتني تماما !!
أتذكر قبل ما يقارب السنتين كتبت موضوعا في منتدى الأحساء الثقافي وعنونته بـ ( أزمة طموح*) وكان قد جرى فيه نقاش جميل بيني وبين أستاذي الكريم كنفرتر عن معنى الطموح وماهيته، حيث كنت أصرّ على أن الطموح لابد أن يكون إلهياً وهو رضا الله جلّ تعالى، و أن على الإنسان أن يجعل كل أفعاله التي يقوم بها، وأمنياته التي يريد تحقيقها سلالم توصله إلى هذا الهدف، بينما كانت نظرة أخي الكريم كنفرتر الثاقبة تميل إلى أن رضا الله لا يعني أن لا نجعل لنا أهدافا محدده في هذه الحياة مقصودة لذاتها ، بل أن نحرص على أن نبذل الجهد لنحقق أهدافا دنيوية نؤطرها بإطار الدين..فبالتالي ستكون بلغتنا لنيل المأمول من رضا رب الأكوان جلّ في علاه..
وليتضح الخلاف بين النظرتين أكثر سأقول لكم ان نظرتي كانت أني لا أهتم بطلب أمر دنيوي معين وأسعى لتحقيقه، بل أتحرك وفق المتاح بما يكون لي زادا للرضا الإلهي..فمثلا لا أسعى لنيل درجة الدكتوراه مثلا وأحاول تذليل الصعاب في سبيل هذا الهدف، لأنها ليست مقصودة بذاتها، بل أتحرك وفق المتاح لي واقعا من فرص وظيفية مثلا لأتقوى بها على ما يوصلني لرضا الله جلّ وعلا كغاية عظمى، ومتى ما وجدت أن في عملي مثلا ما يغضب الله تبارك وتعالى، وهذا إخلال بالغاية العظمى أتخلى عن عملي بغير أسف عليه وأتحول لطريقة اخرى تحقق لي رضا ربي وفق المتاح..
أما نظرة أستاذي الكريم كنفرتر فهي أنه لا مشكلة أن أرسم لي طموحا محددا كنيل درجة الدكتوراة وأتخذ منها سلما لبلوغ الرضا الإلهي ، فيكون لي هدف مرسوم واضح، وأنا أسير في طريق تحقيقه متتبعة رضا الله جل وعلا في وسائل ذلك التحقيق، أي لا أتحرك وفق المتاح فقط، بل أصنع بنفسي ما يحقق لي غاية محددة وأذلل الصعاب في طريق بلوغها..
وكنت مصرة على رأيي ( القبول بالموجود) وأظن انني أحسن صنعا، حتى قرأت كتاب سيطر على حياتك الذي أشرت إليه في تدوينتي السابقة ، وقرأت تقسيم الأهداف ،وعرفت مدى خطأ نظرتي وفداحة سوء فهمي!
نعود لعبارة مهدي الذي أوجزت الكثير مما أريد قوله، فهذه العبارة أرجعتني تسع سنوات للوراء، عندما أستلمت وثيقة تخرجي من قسم الأحياء في عام 1423هـ، وما كنت أرسمه لنفسي من آمال، وما فعلته في سبيل تحقيقها، إذ إلتحقت بمجرد تخرجي بدورة تدريبية كفنية مختبر طبي، وأكملت فيها سبعة أشهر، وأخذت شهادتي بيدي لسوق العمل لأتفاجئ برفضه لي، فتخصصي الدقيق ( أحياء نبات) لا يؤهلني لنيل ترخيص العمل كفنية مختبر، لأتحول بعد صدمتي تلك إلى التدريب في المدارس الخاصة والتي كانت تستهلك مجهودي،  ولا أخرج منها بأي فائدة إذ أن التوظيف يحتاج إلى شهادة خبرة لا تقل عن ثلاث سنوات، وأنا لا أملك سوى شهادات التدريب التي لم تعتّد بها أي مدرسة لتقبل بتوظيفي؟!
كما أن تجربتي في التدريب كانت سيئة، إذ لم يسمح لي بالشرح للطالبات سوى مرة واحدة فقط، وكان التركيز عندهم على إنخراطي في العمل الإداري ، لذا لم أمتلك مهارات التدريس الجيد، بل وكنت أراه مهارة لا أستطيع امتلاكها وحلما صعب المنال أمام زحام مهام دفتر التحضير وأوراق العمل وسير الدرس وتقسيم الحصة والتعامل مع الطالبات؟؟!!
ثم واتتني الفرصة بعدها في صباح أحد الإيام لتقع في يدي قصاصة مكتوب بها إعلان عن وظيفة إستقبال في مستوصف نسائي، وأتذكر يومها أنني تأملت تلك القصاصة التي وقعت في يدي مصادفة إذ كانت تغلف أحد المشتريات التي أردت أن أضعها في مكانها، وإذ بعيني تقع على ذلك الإعلان وأقول في نفسي يومها: لعل فيها رزقي؟..وهكذا كان
ولأن خبرتي في الأمور الإدارية جيدة وإستخدامي للحاسب يفي بالغرض لم أجد صعوبة في التكيف مع أول وظيفة حقيقية ألتحق بها، وعرفت طعم الراتب الأول، وفهمت معنى عرق الجبين..
ثم تنقلت في هذه النوعية من الوظائف في أماكن مختلفة برواتب زهيدة، ظنا مني أنني لست أخسر شيئا بذلك بل أكتسب خبرة على الأقل في سوق العمل، ستفيدني حتما يوما ما..
وهكذا توالت أيامي لتستقرّ بي الحال كموظفةٍ في قسم الملفات في إحدى المستشفيات الحكومية قبل سنة من الآن ضمن برنامج التشغيل الذاتي والتي كنت أراها فرصة العمر التي حقا لا تعوض!
المضحك المبكي أنني توظفت بشهادة الثانوية إذ لم يحسب لي البكالوريوس، بل و وقعت على ورقة أتعهد فيها بعدم المطالبة بتحسين وضعي الوظيفي وإحتساب درجة البكالوريوس لي لعدم تناسب التخصص مع المتطلب الوظيفي، وكان هذا شرط القبول في الوظيفة الكنز!!
لذلك أستوقفتني عبارة مهدي أمس، لا بل لأكن صريحة أكثر وأقول صفعتني صفعة موجعة..
وضعتني أمام نفسي وفي رأسي دويّ السؤال: ماذا قدمت لنفسي خلال هذه السنوات التسع؟
هل أنا الآن في الموقع الذي كنت أطمح إليه يوم تخرجي؟
بالطبع إجابتي هي لا، لكن ما اتعبني وارهقني بالتفكير وأصابني بالإحباط هو سؤالي : وإلى ما كنت أطمح من الأساس؟
لم يكن لدي في تلك الأيام كتب تطويرٍ ذاتي، ولم أكن أعرف معنى رسم الأهداف وأهمية تحديدها..
أتذكر أن جلّ همي كان الحصول على وظيفة منذ أيام الدراسة تجعلني أستغني عن طلب الآخرين، لذا ألتحقت بكلية العلوم ظنا مني أنها مفتاح الوظيفة السحري، ثم عدلّت القصد لتصبح وظيفة توافق رضا الله جلّ وعلا أستغني بها، وأتخذ منها زادا لآخرتي، ولا أكون عالة على أحد وهذا ما وصلت إليه الآن، وظيفة كيفما أتفق لا أرى نفسي تنجز شيئا ينميها من خلالها، وشعور متواصل بالإحباط، وتمنٍ لفرصة أفضل في وظيفة أخرى ذات مواصفات أفضل وفي بيئة عمل أفضل، أراها هي الأخرى حلمٌ بعيد المنال في ظل حقيقة سوق العمل في بلادنا، إذ أنني أعلم كم أنا محظوظة أصلا بما حظيت به وهذا ما يخرسني!
نعم أنا محظوظة ولله الحمد، وتوفيقات ربي كانت رفيقتي طوال رحلتي هذه، وحظيت بما لم يجده غيري ممن هم في مثل ظروفي بل ولديهم شهادات أكبر وخبرات أكثر مما لدي، بل ولشدة حباء ربي بي لأني كنت أحجم عن العمل في المستشفى تلافيا لمساؤى الإختلاط، ورغبة في تتبع الأفضل والأحب إلى ربي، فكان أن منّ الله عليّ بجعل هذه الوظيفة في مكتب نسائي!!
لكن يبقى شعوري بالإحباط والأسف ملازما لأني لم أعتني برسم صورة محددة أتمناها لنفسي من الأساس، ولم  أحدد طريقة لتحقيقها وأستغل تلك السنوات التي تصرمت من عمري عبثا في بلوغها، ولو أني فعلت لكنت الآن شخصا آخر أقرب لآمالي وأكثر إرضاءاً لنفسي..
للأسف وقعت ضحية لإختلاط المفاهيم، وضيعت عمري هباءا، صحيح تحكمت بي الظروف والواقع والمتاح أغلب الوقت، لكن حتما لو كانت لي صورة محددة لنجحت في بلوغها بعد كل هذا الزمن، ولركزت جهدي في سبيلها!..
صدمة كبيرة أن تكتشف في الوقت الضائع أنك ضائع..
وتلتفت بعد فوات الآوان إلى فوات الآوان..
ولا يحملنكم كلامي هذا على توهم عدم الرضا، كلا ..فلا إرتباط بين الرضا وشكر الله على نعماءه وتوق الإنسان للأفضل وبذله الجهد لنيله، فأنعم الله عندي جمّة ولا أحصيها، بل وأستحيي منه جلّ ذكره إذ وهبني ما لا أستحق، لكن الله من كرمه دائما يحب لعبده الأفضل ، والعبد هو الذي يرزأ بنفسه عند تقصيره، ويضيع حظه من المواهب الربانية..
لذا أكتب تدوينتي هذه لأعترف فيها بخطأي الذي فات الآوان لتداركه، ولأقول لجميع من يقرأ عصارة العمر المعتق، وعلى الخصوص أخي الفاضل مهدي..
لا تتنازلوا عن أحلامكم ، لا تجعلوا المتاح يتحكم في مصائركم، إجتهدوا في تذليل الصعاب ما أستطعتم، وأرغبوا إلى الأفضل دائما،وأقصدوا وجه الله جلّ وعلا في كل أموركم..وتذكروا دائما: 

"إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً"

أما أنا..فحقا سلمت الآن أنني أعاني من داء عضال اسمه (أزمة طموح) !!


ملاحظة: أرجو من أخوتي الكرام الذين يتابعون مدونتي التفضل بإبداء رأيهم في هذه التدوينة وإذا ما كانوا يرونهم شخصية جدا مثلا و يفضلون حذفها ؟!..وشكرا

_____________________________

* رابط مدونة محراب للأخ الكريم أعماق  http://www.m7rab.com/
* رابط موضوع أزمة طموح في منتدى الأحساء الثقافي  http://www.alhsa.org/forum/showthread.php?t=138456

هناك 10 تعليقات:

  1. صباحك خير ومسـك عزيزتي تراتيل ..
    أنتٍ ركزتِ على تدوينة محراي الأخيرة لأن الصورة بها كانت جليّة بل كان بها اتخاذ جريء نوعا ما ..

    في حين أنني أرى بأن أغلب تدوينات محراب وحتى القديمة تحكي جانبـا من نجاح وإصرار وربما الذي اختلف هو مدى معيـار كل تدوينة ..

    وربما أتفق مع وجهة نظر الأستاذ كنفرتر ..
    وأرى بأن النجاح والطموح لا يتوقف عن حـد المهمـ أن يكون تحت عين الله فضلا أن نتخذ منه وسيلة في حياتنا للقرب منه تعـالى ..

    على كلا عزيزتي تراتيـل ..
    لا أظن بأن الوقت قد فات وبأنك بالوقت الضائع ..
    فمازالت هناك أهداف تتكون وآمال نكونها ونمسكـها الى طريق لنحـققها ..
    فمادمنا نتنفـس اذا الحيـاة ماضية بكل مافيـها

    بالمناسبة عزيزتي .. أنتِ تمتلكين بعضا من الأمور والتي تعـد ثقيلـة جدا وتُقدر بالذهب كثيـرون غيـرك لا يمتلكونها مع كل طموحات الدنيا .. :)



    مـلَكْ / ...

    ردحذف
  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ"

    عندما أيمم كرم الله سبحانه و تعالى راغبا في أن يعرفني الحق و أن يرزقني اتباعه، و أن لا يكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، و أُجِد في طلب المعرفة ثم بعد زمن أجد أن أمرا ما فاتني، فسأحمد الله تعالى على تلك النتيجة، فما من تقصير مني تركته، و لو شاءلوهبنيه تباركت آلاؤه كالكثير من نعمه و توجيهاته سبحانه و تعالى.
    أما وقد تنبهت إلى الأمر في هذا الوقت فالحمد لله، سأنظر كيف يمكنني الاستفادة بما عرفني لما يقربني إليه، و إن لا يوفقني أكن طيلة عمري من الخاسرين "و ما رميت إذ رميت و لكن الله رما"

    آجركم الله من الهموم، و أثابكم بما صبرتم حسن العاقبة إنه لطيف بعباده، إنه واسع كريم.

    ردحذف
  3. بسم رب الرحمات وغافر الخطيئات..
    اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد وعجلّ فرجهم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    العزيزة ملكْ..أنزل الله صباحك ببشارة رحمته وموفور نعمه والتوفيق لرضاه..
    يا أبنة الطبيبن نعم ربما كانت تدوينة أعماق الأخيرة صادمة نوعا ما وإلا فدأبه الإصرار وحرفته النجاح..
    موافقتك لأستاذي كنفرتر في رؤيته لكونها الأصوب من الأساس لذا نوهت بذلك هنا حتى أتدارك خطأي القديم..
    وصحيح الطموح لا يتوقف لكن ما كان متاح يوما جعل منه تغير الظروف ، وأختلاف المسؤوليات، وتبدل المواقع أمرا ينطوي على مجازفة اكثر وصعوبة أكبر، بعدما كان يوما لعلّه أقرب لإمكانية التنازل والتخلي عنه طلبا لغيره..
    من هنا كان تقريعي لنفسي على إضاعة الفرص عندما كنت أمتلكها..
    ومنح ربي جلّ في علاه وحباؤه بهذه الأمة الأقل مما لا يسعها القيام بشكر أقله، ولعلّ غنم أخوتكِ والتشرف بمعرفتك من أفخر تلك العطايا..
    أنما أردت أن أوضح الطريق أمام غيري، وأصوب لهم النظرة حتى يعملوا في أنعم الله عليهم شكرا، فلا تضارب بين شكر النعمة والرضا بها، وبين التطلع للمزيدات منها مما قد منحنا الله بكرمه أسبابه..
    الإمتنان في روعة حضوركِ قليل..
    والفقر لدعائك الطاهر طويل

    ردحذف
  4. أخي وأستاذي المؤمن الكريم/ كنفرتر..
    وعليك السلام ورحمة الباري المنان وبركات منه ورضا ورضوان..
    ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)هذه لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم، وإلا فحال البشر هو هذا..
    ولا أعلم أيها المؤمن..هل ندم الإنسان على تفويته الفرص التي أتاحها الله جلت قدرته له،ينطبق عليه مضمون الآية الشريفة؟
    أظن أن الصبو لنيل الأفضل مما أتاحه الله لي، وأسفي على تضييعه لا يعارض الرضا بنعماء ربي وشكر العبد لها كما ذكرت لأختي ملكْ، وكما أضفت أيضا في التدوينة ذاتها، وإلا لوجب على كلٍ منا القعود رضا بما أوتينا، وألا نجتهد في أنعم الله علينا شكراً؟
    فهل واقعة أنا في إشتباه مثلا؟
    ونعم إيقاف الخسارة في أي مرحلة من المراحل هو ربح بحد ذاته..
    لكن تبدل أحوال الإنسان وزيادة مسؤولياته تفرض عليه قيودا تجعله يتنازل عن كثير من طموحه، ويصعب له بلوغ ما كان يوما على مرمى حجر منه بطريقة أسهل لو أنه أغتنم فرصته وهنا الخطأ الذي أردت من الآخرين ألا يقعوا فيه..
    يقول أمير المؤمنين عليه السلام : ( أغتنموا الفرص، فأنها تمرّ مرّ السحاب)
    وما أستطيع أن أجعله الآن من ضمن طموحاتي..يختلف كثيرا عما كان متاحا لي ولم أغترف منه حينها؟
    دعائكم حتى يرفع عني الله الإشتباه في حال كنت مشتبهة ووقعت دون قصد في مطب كفر النعم..فما لهذا كانت تدوينتي بقدر ما أردت منها أن أكون عبرة لمن يعتبر حتى لا يقع فيما وقعت فيه..
    أما بالنسبة لما أشرتم له في مكان آخر فلقد كان واضحا وأنما متأخرا وتوهمنا أننا نحسن صنعا بإلإبقاء على الجهل والعبارة مختصة بالأقدم دون المستجد؟!
    هل وضح المقصد؟؟
    أعتذر..
    ممتنة جدا لحضورك الدائم
    وأظل فقيرة دوما لدعائكم الطاهر

    ردحذف
  5. السلام عليكم من جديد
    كلامكم أختي جميل و نبتكم واضحة و لا اشتباه فيما تفضلنم ، و لم أكن أعني بكلامي التقاعس أو عدم الاجتهاد للأفضل أبدا، و إنما عنيته هو مبني على فهمي بأنكم لم تلتفتوا سابقا لوضع الخطط و الاستراتيجيات لسبب عدم معرفتكم المعرفة الكافية المقنعة بأهميتها و أنكم و بعد أن قرأتم للدكتور إبراهيم وجدتم أهميتها جليا، و لكنكم تشعرون الآن بالألم لتضييع الفرص حينما كانت أكثر ملائمة.

    و هنا أقول يا أختي بأن مغزاي هو أن هناك من الناس من يعلم ببعض المعارف الهامة كوضع الأهداف و يعلم أهميتها ولكنه لا يستعمل ما علم تقاعسا أو كسلا أو لأي سبب ليرى بعد بضع سنين أنه قد فوت على نفسه الكثير من الخير بفعله، و هذا برأيي قليل في حقه الشعور بالأسى و الألم لأنه بحاجة لأن يجد جوابا عندما يسأل عن عمره فيما أفناه مع ما وهبه الله من المعرفة. و لكن هناك من يجتهد ليعلم ولكن لا يحصل على المعلومة إلا في وقت متأخر، و عن هذا الشخص كان كلامي، بأن لا تأس على مافات، بل واشعر بالأنس و الغبطة بأن أكرمك الله بالمعرفة ، فلايزال في الوقت متسع لتحقيق ما يمكنك الله عليه، أما مافاته فليتخيل نفسه أتقن هذه المعارف من قبل - كما حدث معي- فقد كنت و من قبل 10 سنوات تقريبا أنوي خوض غمار الدراسة العليا بعد10 سنين (يعني هذا العام أو الفائت) و هذا ماحدث و اجتهدت (كما أتمنى أن أوفق لعرضه في محله لاحقا) ولكن تفاجأت مؤخرا بأن الجامعة أصدرت نتائج المقبولين لبعض التخصصات لكن التخصص الذي كنت طلبت الاتحاق به لم تعرض نتائجه!!، و عندما استعلمت عن نفسي وجدتني غير مقبول ... فهل كان عدد المتقدمين قليل بحيث لا يستوجب إقامة البرنامج؟ أم ماذا كان السبب؟

    هنا كما تلاحظين، بأن معرفتي القديمة بأمور التخطيط لم تفدني شيئا ... و لكن أحمل احتمالا بأنه ربما أوفق فيما بعد، أو ربما الهدف الصحيح الذي يتماشى مع رسالتي في الحياة، و رؤيتي (طموحي) لم يكن في الدراسة العليا و إنما في أمر آخر علي اكتشافه و الجد في تحقيقه.

    وفقنا الله و إياكم لمراضيه،
    وشكرا لكم أختي على إتاحة الفرصة للمراجعة.

    ردحذف
  6. بسم ربّ الرحمات..
    اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد وعجلّ فرجهم
    وعليك السلام من ربك السلام أخ الإيمان ورحمة منه وبركات وإكرام..
    ممتنة جدا لعودك المحمود، وتفضلك بالتوضيح..
    اسأل الله أن يبلّغك مؤملك، وييسرك لما يرضيه عنك..
    أحسنت يا أخي توضيحك هو جوهر الأمر أن نبادر ولا نتقاعس ونعلم أن أحلامنا منن من الله علينا، وشكرها هو العمل على تحقيقها بلا تأخير..من قبل أن يعمل فينا الزمان معاول هدمه..ونندم بعد فوات الآوان..
    رحم الله والديك أستاذي الفاضل..مرورٌ يفيض ببركاته على فقر السطور..نفع به الله العباد وعرفك جزاءه في العاجل والآجل
    وفقر لصدقات دعائكم لا ينتهي

    ردحذف
  7. بسم الله الرحمن الرحيم ..
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد ..
    أولا ًعذراً على التأخر .. تدوينة كانت تحتاج نفسية أفضل مما كنت عليه ..
    ثانياً .. حقيقة تفاجأت بمدونتك هذه .. فمن أنا ومن هي مدونة محراب حتى تلقى كل ذالك الإهتمام !
    فما ذكرته يا أختي الفاضلة فعلاً لا أستحقة ومدونتي لا ترتقي لما تسطره مدونة عصارة العُمر المُعتق ..
    لا بل أن نقاشكم في ذالك الموضوع يصغر تدوينتي كثيراً وحتى جعلني أراجع المدونة حتى أتأكد من سلامة التعبير التي أستخدمتها .!

    وثاثاً .. رحم الله وآلديك ... أسديتي لي معروف .. كنت أفكر منذ مدة ما هو تخصصك الدراسي
    والآن حصلت على إجابة شافية :)

    أما بخوص الطموح الديني والدنيوي ..
    من رؤيتي المتواضعة أن لها جانبين ..
    الجانب الأول أخذ الدين على حدا والدنيا على حدا ..
    والعمل الدؤوب لنيل الآخرة بلألتزام بأوامر الله والسعي لإجتناب نواهية في نفس الوقت الذي نسعى لتحقيق الطموح ..

    والناحية الأخرى ربط كل الطموحات بهدف ديني سامي .. وهي ما أتفقنا أنه أرقى وأسمى .
    وحتماً وراء كل تخصص دراسي وطموح نستطيع أن نوجد هدف ديني سامي وخاصة لأن ديننا هو "الدين الإسلامي"
    فالدين الإسلامي من بين كل الأديان يمتاز بأنه منظومة فكرية متكاملة تدخلت في السياسة والإقتصاد والسياسة وكل شيء
    وللإمام الصدر قدس الله سرة مؤلفات فيها مثل أقتصادنا ومجتمعنا ..( لم يتسنى لي الإطلاع عليها بعد)
    فالبعض يرى أنه يخدم الدين بوعظه الناس ودعوت الغير مسلمين للإسلام ..
    والبعض الآخر يراها بأعماله الصالحة ومناجاته وتعبده الصادق وبغير هذا لا يكتمل الدين !
    وهناك من وسع الدائرة لتشمل خدمة الدين عن طريق تعلم العلوم التي تعطي قوة للفرد المسلم فيفيد فيه دينه ومذهبه ومجتمعه
    وفي محاظرة للسيد منير الخباز ألقاها الشهر الماضي أشار إلى هذا الجانب بشيئ من التفصيل تحدث فيها عن الطموح والدين في محاضرة بعنوان ( الطاقات الاكاديمية وتوظيفها في خدمة المجتمع والمذهب)

    المحاضرة مكتوبة : http://www.almoneer.org/news.php?newsid=6528

    أما بخصوص مسيرتك ..
    فأنا أراها كانت حافلة بالعطاء والنجاحات خلاف ما قلته .. ( أبحثي عن مبرر لما تعتقدين أنه فشل بالماضي حتى تلتفتي للمستقبل بشيء من الإشراق)
    نعم الطموح وبلوغ الطموح أمر مهم وجيد حتماً ...
    وأن يعيش الإنسان بدون طموح هذة مصيبة .. لكن أحمدي الله أن مصيبتك لم تكن في الدين :)
    وما لديك من ثقافة وإطلاع وأشياء أخرى كثيرة دليل على أنك بلغتي نجاح يحلم به الكثير ولو كان غير مخطط له ..
    ثم أنك يا خالة دكتورة بس بدون شهادة ؛)




    وأخيراً أعتذر لطول التعليق .. ووافر الشكر لا يوفيك ..
    تدوينة كانت قيمة جداً وأستفدت منها بشكل كبير ..وأحترت على ماذا أعلق وماذا أترك ..
    ومن خلال هذه التدوينة جائتني لا يقل عن 4 أفكار لتدوينات :)
    بارك الله فيك ونفعنا بك .. وففقك لكل خير ورضى ..
    أحترامي ..

    ردحذف
  8. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أولاً: مهدي هو صاحب المحراب الذي حقا أشعر بين جنباته أنني تلميذ صغير..ويجعلني أتصبب خجلا لأنه يتحدث فيه بلسان الفعال لا مجرد المقال!..
    فهل علمت من هو مهدي وماهو محرابه؟
    وثانيا:بالنسبة للطموح ففقط أريد إلفاتك إلى عدم صحة الفصل إلى ديني ودنيوي فهذا الشرك الذي وقعت فيه، وأدركت متأخرة أن كل عمارة للدنيا مادامت في رضا الله جلّ وعلا فهي دينٌ محض..ولهذا كتبت هذه التدوينة..
    بصراحة أقول أنني كتبت هذه التدوينة وأول دوافعي هو أنت لتكون لك سندا، وتذكرةً..فما عزمت عليه ليس بالأمر السهل،فأردتك أن تكاثرت عليك الصعوبات أن تأتي هنا، لترى كيف أن كل صعوبة تهون أمام صعوبة تضييع الحلم والتواني في إنجازه..
    تذكر يا أعماق..أنت تصنع حياتك بيدك.. أنت ترسم مستقبلك بيدك..بعد سنوات ستصبح كل الصعوبات ذكرى ولن يبقى إلاّ ما قدمت لنفسك..فلا ترضى لتلك اللحظة إن تأتيك إلا بجمال الإنجاز والظفر بما أردت..
    أنت قوي ولطالما كنت كذلك..فلا تسمح لشيء أن يجعلك إلا حيثما أردت أن تكون، وثق أن الله جلّ وعلا يرضى لعبده كل جميل ويعينه عليه ويقبله منه..
    أشكرك لتعليق الطويل..وأشكرك لإطرائك عليّ بما لا أستحق..
    واسأل الله أن يبلغك مؤملك ويجعله سببا لبلوغك رضاه..
    أوصيك فلا تنسى:
    ( ماكان لله ينمو) وَ ( أعلم أنك لن تخلو من عين الله فأنظر كيف تكون)
    موفق بحق محمد وآل محمد..
    وفقيرة سأبقى دوما لدعائك

    ردحذف
  9. أم الحســــــــــــن20 أغسطس 2011 في 5:37 م

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على الهادي محمد وآله الطيبين الطاهرين

    ....

    ماشاء الله تدوينه موفقة جداً وقيمة بمحتواها



    يختالني شعور بأن أغلب الناس تعاني أزمة الطموح

    فالبعض يغيب عن سماء فكر هم الأهداف والخطط المستقبلية ,فتسير حياتهم بالبركة

    والبعض الآخر يخطط ويرسم مستقبله بخطوط من ذهب , فتفاجأه الأقدار والحياة بما يعاكس كل ذلك ويقلب خريطة أفكاره



    وبكل الأحوال قديقف الإنسان منا متسائلاً : وماذا بعد ؟

    أين طموحي وأحلامي ؟! أين ماكنت أخطط الوصول له ؟!

    ماهذا بالطريق الذي كنت أنوي لخطاي أن تسير عليه ...



    لكن يبقى الإنسان الحاذق من لا يطيل الوقوف كثيراً لتعصف الاسئلة بذهنه , وتكسر مجاديف الأمل في سعيه مجدداً

    فلعل الذي قُدر لي يحمل الخير الكثير وفيه مسلك لما كنت أطمح له

    لكنه يحاتج مني لتأمل وسعي واجتهاد وترتيب وإعادة نظر للتخطيط مجدداً



    وأنتم ياغاليتي أهل الحذاقة والتقدير ولا ينقصكم الإجتهاد والسعي

    أسال الله لكم التوفيق لما يحب ويرضى

    ردحذف
  10. أم الحسن ..شكر الله لكِ أيتها العزيزة، كلمتكِ "لكن يبقى الإنسان الحاذق من لا يطيل الوقوف كثيراً لتعصف الاسئلة بذهنه , وتكسر مجاديف الأمل في سعيه مجدداً" حكمة يا أبنة الطبيبن..
    دعائك حتى أوفق أن أكون عند حسن ظنكم بي..فقد أحسنتم لي جميعا أحسن الله إليكم وأنعشتم الروح بأمل الوصول إلى شيءٍ من المبتغى بإذن الله..
    وأفاد الله بكلامك هذا كل قاريء يمر من هنا، ليعتبر ويتبصر ويحذر..
    وفقنا الله وإياكم لنيل رضاه..
    وفقيرة ابقى لدعائكم

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.