زوار مدونتي الكرام..
* تمّ إغلاق المدونة، وإيقاف إمكانية التعليق على التدوينات..

** كذلك أحببت التنويه إلى إمكانية التحكم في المقطع الصوتي وإيقافه إن أحببتم عن طريق الآيقونة في آخر الصفحة..
وفقيرة أبقى لدعائكم

الخميس، 16 سبتمبر 2010

وَجَدْتُهَا..


هَتَفَتْ بِي بِفَرحٍ: وَجَدتُ صَديقَةً تُنَاسِبُكِ..سَأُعَرِفُكِ عَلَى أُمْ رَجَا، وَأظنُ أَنَكُمَا سَتَنسَجِمَانِ مَعَاً..

فِي دَاخِلي..شَعَرتُ بِمَشَاعِرَ مُخْتَلَطةٍ، غِبّطَةٌ، وَخَوفٌ، وَتَرَقُبٌ، وَشَوقْ؟!!

قُلتُ لَهَا: وَكَيفَ سَتُعَرِفينَنِي عَلَيها؟

قَالَتْ: مَا رَأيكِ..أَنْ تَأخُذِي رَقَمْهَا وَتَتَواصَلي مَعَهَا؟..لَقدْ حَدّثتُهَا عَنْكِ، وَهِي كَذَلِكَ تَودُ التَعَرُفَ عَليكِ؟

أَخَذتُ مِنهَا الرَقَم، وَشَكرتُها..ثُمَ أَغلَقتُ سَمَاعَةَ الهَاتِف، وَعَينَاي مُعَلقَتَانِ عَلى سَاعَةِ الحَائطِ تَرْقُبُ تَحَرُكَ عَقَارِبِها نَحوَ الوَقِتِ الذِي انتَخَبَتهُ لِي لإجرَاءِ المُكَالَمَةِ المُرْتَقَبَة..

رَاوَدَنِي شُعُورٌ لَذيذٌ ..كَشُعُورِ طِفلَةٍ تَنْتَظِرُ أَبَاهَا لِيُقَدِمَ لَهَا الهَدِيَةَ التِي تَلَصَصَتْ عَلَيها لَيْلاً وَهُوَ نَائِمٌ، وَعَرِفَتْ مُحْتَوَاهَا..

ثُمَ أَخَذَتْ التَسَاؤلاتُ تَتَقَاذَفُ عَقلِي فِيَما بَينَها : كَيفَ سَيكُونُ صَوتُها؟، كَيفَ سَتَكونُ البِدَايَة؟، تُرَى هَلْ سَأَحظَى بِقَبُولِهَا؟..والأَهَمُ، هَلْ سَتَشْرُقُ بِدَمْعِ الإِشْتِيَاقِ عِنْدَمَا أُلَوِحُ لَهَا بِإسْمِه؟

غَرِقْتُ فِي تَخَيُلاتِي، حتى غَفَوتُ دُونَ شُعُورٍ، وَلَمْ أَنْتَبِه إِلاَ وَعَقَارِبُ السَاعَةِ تُشِيرُ إِلى الوَقتِ المُنتَظَرْ..

تَسَارَعَتْ نَبَضَاتِي كَأَنَمَا أُوشِكُ عَلَى إِمْتِحَانٍ عَسِيرْ، وَرَفَعتُ سَمَاعَةَ الهَاتِفْ أُرِيدُ طَلَبَ رَقْمِهَا..تَرَددتُ قَلِيلاً، ثُمَ عَزَمْتُ، وَضَغَطتُ عَلَى الأَزرَارِ..

كَانَ صَوتُ الرَنِينِ الرَتِيبُ..هُوَ الوَحِيدُ الذَي قَطَعَ صَمْتَ عَالَمِي حِينَهَا، فَحَتَى أَنفَاسِي كَأَنمَا تَوَقفَتْ مُتَرَقِبَة؟؟!

قَالَت: آلو؟

فَقلتُ: سَلامٌ عَلَيكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..

قَالَتْ: وَعَليكُمْ السَلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..

قُلتُ: عَفْوَاً مُمكِنْ أَكلِم أُمْ رَجَا؟

قَالَتْ: مَعَكِ أُمْ رَجَا تَفَضَلِي، كَيفَ لِي أَنْ أَخْدِمَكِ؟

تَسَرَبَ صَوتُها الهَادِيءُ فِي نَفْسِي كَنَسِيمِ الصَبَاحْ، وَلفَنِي بِسَكِينَةٍ كَسَكِينَةِ الأَسحَارْ..

قُلتُ لَهَا: أَنَا أَمَةُ الحُسَينِ..التِي حَدَثتِكِ عَنهَا أُمُ حَسَنْ..

فَهَتَفَتْ بِسَعَادَةٍ بِلَهجَتِهَا اللُبنَانِيةِ المُحَبَبَة: يَا أَهْلِينْ وَسَهلِين..كِيْفِكْ يَا حَاجِه؟

أَجَبْتُهَا: سَلَمَكُم اللهُ أُختِي الكَرِيمَةُ، أَتَمَنى أَنْ تَكُونُوا بِخَيرٍ وَأَحسَنِ حَالْ..

كَسَرَتْ بِحَفَاوْتِهَا كُل حَوَاجِز الرَّهْبَة الَّتِي كَانَت فِي نَفْسِي..فَعَاجَلَتْهُا بِالْقَوْل:أَم رَجا..تَعْرِفِيْن الْقَصْد مِن هَذَا الْتَّعَارُف إِلِيْس كَذَلِك؟

قَالَت: نَعَم، وَهُو مَا شَجَّعَنِي عَلَيْه، وَحَبَّبَنِي فِيْه؟

هُنَا.. وُجِدَت نَفْسِي مُنْدَفِعَة بِالْسُّؤَال: قَوْلِي لِي..كَيْف تَعَرَّفْتِه؟

أَنَّت أَنَّة..حَلَّقَت بِي لِلْبَعِيْد، وَطَفَرَت مِن عِيّنِي دَمْعَةً بِلا إِسْتِئْذَان..

قَالَت: أَتُصَدِّقِيْن أَنَّنِي عَرَفْتُه وَكَأْس الْخَمْرَةِ فِي يَدِي؟؟؟!!

شَهَقَت بِلا شُعُور..مِن شِدَّة الْمُفَاجَأَة..حَتَّى تَلَعْثَمْتُ، وَلَم أَجِد مَا أَعْتَذِر إِليْهَا بِهِ مِن رَدَّة فِعْلِي..لَكِنَّهَا أَكْمَلْت ..قَائِلَة:

نَعَم، أَعْذُرُك..لِأَنَّه لَيْس سِوَاه عَلَى سَوْئِي سَيَقْبَلُنِي..

أَتُصَدِّقِيْن أَنَّه نَظَر لِي فِي تِلْك الْحَالَة؟

أَتُصَدِّقِيْن أَنَّه فِي لحْظَةٍ قَلْب كَيَانِي رَأَسَاً عَلَى عَقِب؟

وَالله وَمَا حَلَفْت بِه كَاذِبَة، فِي لَحْظَة..سَرَى فِي قَلْبِي شُعُوْر غَرِيْب، فَأَلْقَيْت الْكَأْس مِن يَدِي، وَأَعْلَنْت فِرَاقِهَا، وَمَضَيْتُ إِلَى غُرْفَتِي، وَلَا أَعْلمُ كَيْف حَمَلتْنِي قَدَمَاي؟..ثُم لَم أَجِد نَفْسِي إِلا أَمَام بَاب الْحَوْزَة، أَسْتَجْدِي دَليْلا يَدَلَنّي عَلَيْه؟

أُسْبُوْع كَامِل وَأَنَا أُحْضُرُ فِي نَفْس الْوَقْت وأتسمَّر أَمَامَهَا، وَأَنْتَظِر..حَتَّى رَأَتْنِي أُم حَسْن، وَسَأَلْتَنِي عَمَّا يُوقِفُنِي هَكَذا، فَقُلْت لَهَا: لَن أَبْرَح حَتَّى تَقْبَلُوْنَنِي هُنَا، أُرِيْد مِن يْدَلَنّي عَلَيْه؟..هُو دَعَانِي فَكَيْف يُغْلَق بْابَه فِي وَجْهِي؟؟

لَحَظَاتٌ مَرَّت..لَا أَعْلَم كَيْف، كُل مَا أَذْكُرَه ، هُو صَوْت شَهَقَات دُمُوْعِنَا الْمُمْتَزِجَةُ بِالْدُّعَاء:
 (يَا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُهُ الْعِبَادُ. وَيَا مَنْ يَقْبَلُ مَنْ لا تَقْبَلُهُ الْبِلاَدُ. وَيَا مَن لاَ يَحْتَقِرُ أَهْلَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ. وَيَا مَنْ لا يُخَيِّبُ الملِحِّيْنَ عَلَيْـهِ، وَيَا مَنْ لاَ يَجْبَهُ بِالرَّدِّ أَهْلَ الدَّالَّةِ عَليهِ، وَيَا مَنْ يَجْتَبِي صَغِيرَ مَايُتْحَفُ بِهِ، وَيَشْكُرُ يَسِيرَ مَا يُعْمَلُ لَهُ. وَيَامَنْ يَشْكُرُ عَلَى الْقَلِيْلِ، وَيُجَازيْ بِالْجَلِيلِ، وَيَا مَنْ يَدْنُو إلَى مَنْ دَنا مِنْهُ وَيَا مَنْ يَدعُو إلَى نَفْسِهِ مَنْ أَدْبَرَ عَنْهُ، وَيَا مَنْ لا يُغَيِّرُ النِّعْمَةَ، وَلا يُبَادِرُ بِالنَّقِمَةِ، وَيَا مَنْ يُثْمِرُ الْحَسَنَةَ حَتَّى يُنْمِيَهَا، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ السَّيِّئَةِ حَتَّى يُعَفِّيَهَا)
 
.

.

.

بَعْدَهَا..عَلِمْتُ أَننَي وَجَدْتُ ضَآلَتِي..

____________________________



( لَا تَسْتَوْحِشُوا طَرِيْق الْحَق لِقِلَّة سَالكِيْه)-أمير المؤمنين عليّ عليه السلام

هناك 4 تعليقات:

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آله الطاهرين و عجل فرجهم

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    عادة نأنس بصحبة من يشاركنا الأفكار ،و من يكون بمستوانا الفكري ... إلا إنك قد تشعر بالوحدة لاهتمامك بأمر قد لا يمثل أي أهمية للبقية أو الأغلبية ... فمن حظي بالأنس برفقة الله تعالى في هذه الفانية فقد فاز ،و إلا فما أشد ضغطة الوحدة على نفسه و روحه.

    شكرا لكم أختي، ووفقنا الله إلى حيث يكون الفرار لمناجاته ذروة الأنس و الغاية.

    ردحذف
    الردود
    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
      أعتذر أخ الإيمان فحقا لم أنتبه لوجود تعليقكم الكريم هذا لولا حضور الأستاذ لا تلثم وتعقيبه و ورود رسالة الإعلام لي بذلك؟؟!!
      أحسنتم ..فما أمضّ ألم الغربة، وما أعذب خلود الأنس بالتعلق بالذي لا يفنى ولا يتغير..
      رزقنا الله و إياكم تعلقا به يعّرفنا به حلاوة قربه في الدنيا والآخرة..
      دعائك فكم أفتقر إليه

      حذف
  2. لاتلثم رأسا .12 فبراير 2012 في 12:31 م

    يقول الفقير لاتلثم
    كلما ضاق فسيحها وجدتني هنا ودونما أشعر راجلا اسعى حافي القدمين بين أحرف ترتب على قلب أدماه ذنوب صاحبه
    فلك بكل حرف يا أخية مالا يعد ولا يحصى من ...و...و...
    الفقير
    لاتلثم ...

    ردحذف
    الردود
    1. السلام عليك أستاذي المؤمن ورحمة الله وبركاته..
      وتقول أمة الحسين..
      (وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)
      دعائك..فإن كنت أتيت هربا من ضيق فسيحها، فقد أثقلت ظهري وقيدتني حتى رمتني في قعرها أحقابا..
      شكر الله لك هذا المرور الدائب على إضاءة حالك ظلمتها بسراجه..
      كما أتمنى منك التفضل بتشريف هاهنا :
      ( http://taratiel.blogspot.com/2011/12/blog-post_18.html )
      وكلما وطئت أرجائها تذكر..أنني دوما الأفقر

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.