زوار مدونتي الكرام..
* تمّ إغلاق المدونة، وإيقاف إمكانية التعليق على التدوينات..

** كذلك أحببت التنويه إلى إمكانية التحكم في المقطع الصوتي وإيقافه إن أحببتم عن طريق الآيقونة في آخر الصفحة..
وفقيرة أبقى لدعائكم

الخميس، 10 نوفمبر 2011

رحلة نحو التيّه!



على أبواب هذه التدوينة..عجّت الأفكار في رأسي..فحرمتني لذة الصمت..وسلبتني القدرة على الكلام..ورمتني في عوالم تيّهٍ شاسعة..لذا سأترك القلب يسكب مداده كيف شاء في محبرتي..علّ سواده يرسم شيئا في هذا البياض..ليأخذكم في رحلة تيّهٍ تحتاج مزاجا رائقا للإنطلاق في فضاءاتها..
_______________


هل تعرفون ماهذه الصورة أعلاه؟

تأملوها قليلاً..
.
.
إنها لقطاع عرضي في نسيج مخيخ فأر مصورٌ بالمجهر الإلكتروني الذي له قدرة تكبير تصل إلى 600,000 مرة!
.
.

وهل تعلمون معنى قطاع؟
أنه يعني أن نأخذ قطعة صغيرة جدا من الجزء المراد فحصه..قد لا تتعدى أبعاده السنتيمتر الواحد..بل أن هذا يعدّ ضخما جدا..وأن نجري عليه معاملات خاصة..بإستخدام مواد كيميائية معينة ومحددة التركيز، حتى نحفظ خلاياه على هيئتها قدر الإمكان حال حياتها، ثم نصبغها بصبغات معينة، تسهل علينا الفحص وفق تشرب كل جزء من النسيج بها، وقد نستعمل أكثر من نوع من الصبغات وفق مكونات النسيج ومدى تفاعلها مع مكونات الصبغة..لذا لابد أن يكون القطاع صغيرا لنضمن أقصى كفاءة في عملية التشرب والتفاعل..ولا تتوقف العملية عند هذا الحدّ..بل نحتاج بعد كل عمليات التجهيز الدقيقة تلك إلى قص تلك القطعة الصغيرة إلى أجزاء أصغر تقاس بالميكرون..حتى نتمكن من فحصها!
وطبعا وكل هذا الشرح المتقدم مختص بالفحص بالمجهر الضوئي العادي..أما الإلكتروني فالأمر له آلية أخرى!!
.
.

فهل تعلمون مالميكرون؟
أمسكوا إذن بمسطرة صغيرة وأنظروا إلى الخطوط الصغيرة التي تقسم المسافة بين السنتميتر الواحد..أو ما يسمى بالمليمتر..وقسموا تلك المساحة الصغيرة إلى ألف جزء وتخيلوا بعدها مقدار سماكة ذلك النسيج..الذي ستضعونه تحت المجهر..لتروا تحته هذا العالم الغريب من ملايين الخلايا المنتظمة في نسق عجيب لم ينحرف قط ..وإلا لخرج الكائن مشوها!
.
.

وهل تعلمون أن في الخلية الواحدة عوالم أخرى أكبر من هذا الذي حواه الميكرون من هذا النسيج المفحوص..رغم أن الخلية بالنسبة للنسيج ، كحبة الرمل بالنسبة لصحراء شاسعة تغطي نصف الكرة الأرضية؟

ثم هل تعلمون أنه في العضو الواحد من جسم الكائن الحي..أنواع مختلفة من هذا الأنسجة يظهر كل منها بشكل مختلف تحت المجهر؟!!

فكيف لو علمنا أن لكل نوع وجنس من الكائنات الحية تشكلات نسيجية تختلف عن الآخر، ومنها كان إختلاف الكائنات؟؟!!

هل ألتفتم إلى الكمّ الهائل أذن من الخلايا الذي تضمه أجسادنا..وأجساد الكائنات؟

فما رأيكم لو نعود معا إلى الصورة لنحاول عدّ ما فيها من خلايا وأحصاء أنواعها المختلفة في النسيج الواحد..أترانا نستطيع لذلك سبيلا؟
فكيف بخالق تلك الكائنات الذي أحصاها وعدّها عدّاً..ثم تولاها بعنايته وحفظه وتكفل لها بمسببات الحياة من غذاء وهواء يصل لأصغر جزء منها على مدار لحظات العمر المقدر لها..بل وهي تغفو وتنام..ورازقها لا يغفو ولا ينام!
وكيف لو علمنا أن هذا الكلام المعقد أعلاه منحصر فقط بالكائنات الحية على أختلافها ..وهي تشكل مقدار الذرة في هذا الكون الذي يضم كذلك التراب والهواء والكواكب والمجرات!!!

هل تاه فكركم مثلي..وأنقلب الخيال خاسئا وهو حسير؟؟!!
.
.

إذن هل تذكرون حالنا هذا:

 اَنَا يا رَبِّ الَّذي لَمْ اَسْتَحْيِكَ فِى الْخَلاءِ ، وَ لَمْ اُراقِبْكَ فِى الْمَلاءِ ، اَنَا صاحِبُ الدَّواهِي الْعُظْمى ، اَنَا الَّذي عَلى سَيِّدِهِ اجْتَرى ، اَنَا الَّذي عَصَيْتُ جَبّارَ السَّماءِ ، اَنَا الَّذي اَعْطَيْتُ عَلى مَعاصِى الْجَليلِ الرُّشا ، اَنَا الَّذي حينَ بُشِّرْتُ بِها خَرَجْتُ اِلَيْها اَسْعى ، اَنَا الَّذي اَمْهَلْتَني فَما ارْعَوَيْتُ ، وَ سَتَرْتَ عَلَيَّ فَمَا اسْتَحْيَيْتُ ، وَ عَمِلْتُ بِالْمَعاصي فَتَعَدَّيْتُ ، وَ اَسْقَطْتَني مِنْ عَيْنِكَ فَما بالَيْتُ ، فَبِحِلْمِكَ اَمْهَلْتَني وَ بِسِتْرِكَ سَتَرْتَني حَتّى كَاَنَّكَ اَغْفَلْتَني ، وَ مِنْ عُقُوباتِ الْمَعاصي جَنَّبْتَني حَتّى كَاَنَّكَ اسْتَحْيَيْتَني )


ترى..هل لازال في العمر بقية؟؟!



________________________

(الناس نيام فإذا ماتوا إنتبهوا) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام..

هناك 6 تعليقات:

  1. السلام عليكم ..
    لكم أكن لأعلق لولا أني وجدت من الإجحاف أن أرى مثل هذه التدوينات الجبارة وأقرأها وأخرج صامتاً كعادتي ..
    فهذه التدوينة وسابقتها كانوا من العيار الفاخر جداً ..

    تواجدت أيضاً لأخبرك أني بالقرب دائماً أترقب المزيد .. وأعذريني لعدم مناقشتي صلب التدوينة.. يعطيك العافية !

    ردحذف
  2. يظن الإنسان أن الصغير هو من لا شأن له ..لكن الخالق جعل من الصغير والأصغر سر المعاجز ودليل قدرته وعظمته ..!! زبحرتي بنا إلى عالم حري بتدبره والتفكير به وبما يحويه ..!!
    أتحسب أنك جرم صغير .. فوفيك أنطوى العالم الأكبر ..!!

    بوركت بما تفضلت به ..!!

    ردحذف
  3. سلامٌ من الله عليكم ورحمة منه وبركاته..
    الكريم/أعماق..
    حضورك محل إمتنان وتقدير بأي شكل كان أيها المتفضل به دوما..وما جمال تدويني إلا بحروفكم عندما تصوغ لي أكاليل الفرح بنقشها على وجه مدونتي لذلك أطمع في وجوده دوما..
    جزيل الشكر لك للمتابعة والإطراء بأكثر مما أستحق
    موفق بحق الآل لكل هداية ورضا..
    وفقيرة أبقى لدعائك

    ردحذف
  4. دكتور/ صادق العمران..
    عالم الخلق عالم عجيب..وهو حقا عالم ما أن تضع قدم الفكر في أوله حتى تتوه في الأنبهار بآيات العظمة وتضعف عن تصور أقل مقاديره مهما كان صغيرا، فتشعر بالتلاشي والحقر أمام مقدار الذرة من قدرة رب الأرباب جلّ ذكره في علاه..
    وحقا كما قال الأمير: وفيك أنطوى العالم الأكبر..
    أيها الفاضل الكريم..
    كل عبارت الإمتنان لن تفي بوصف روعة مروركم الأول..لذا خذ إعترافي بالعجز عن شكر هذا التفضل شكرا..
    شكر الله لك بما هو أهله..ووفقني لأرتقي بهذه المدونة حتى تصل لمستوى ذائقتكم وأستحسانكم فتستحق نيل المزيد من هذه الأوسمة منكم..
    وفقيرة أبقى لدعائكم

    ردحذف
  5. القلب السقيم28 نوفمبر 2011 في 2:02 م

    يعطيك العافيه اختي

    ردحذف
  6. القلب السليم..
    رزقكم الله وإيانا عافية القلب والأبدان..
    ممتنة جدا لحضوركم الجميل في أوراقي..
    دعائكم وفقكم الله لكل خير

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.