زوار مدونتي الكرام..
* تمّ إغلاق المدونة، وإيقاف إمكانية التعليق على التدوينات..

** كذلك أحببت التنويه إلى إمكانية التحكم في المقطع الصوتي وإيقافه إن أحببتم عن طريق الآيقونة في آخر الصفحة..
وفقيرة أبقى لدعائكم

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

مَا الحُبّ؟!..



  


ضَحِكَ ثَغْرِ الْصَّبَاحِ..فَأنبَجَستُ مِنْهُ خُيُوْطِ الْشَّمْسِ بِعُيُّونَ لَا تُحْصَىَ..
فِيْ طَرِيْقِيْ لِعَمَلِيَّ رَأَيْتُهُمَا..لَا تَزَالُ آَثَارِ الْطُفُوْلَةِ عَالْقَةٌ بِأَذْيَالَهُما..
يَسِيْرَانِ مُتَجَاوِرَيْنِ..ويُمْسِكَانِ بِيَدِيْ بَعْضُهُمَا..
ويَتَبَادَلَانِ الابْتِسَامَاتُ..وَيمَيْلَانَ عَلَىَ بَعْضِهِمَا بِالْهَمَسَاتِ..
هُوَ..يَرْتَدِيَ قَمِيصا لَا يَرْتَقِيَ إِلَى نَاظِرهِ شَكٌّ أَنَّهُ ضَاعَ فِيْ عُلْبَةِ أَلْوَانَ تَصْرُخُ بِمُوْسِيْقَىْ الْرُّوْكْ..وَشَوَّرْتاً يُجَاهِدُ لِيُغَطِّيَ رُكْبَتَيْهِ..
وَيُرْسِلُ شَعْرِهِ الْمُتَطَايِرِ مَعَ نَسَمَاتَ الصَّبَّاحِ عَلَىَ كَتِفَيْهِ..وَيَعْتَمِرُ قُبَّعَة عَلَىَ رَأْسِهِ..وَيُخْفِيْ عَيْنَيْهِ خَلَفْ نَظَّارَةً شَمْسِيَّةٍ مِنْ أَرْقَىْ الْأَنْوَاعِ..لِئَلَّا يَسْمَحُ بِأَيِّ نَقِيصَةٍ قَدْ تَحِيْدُ بِهِ عَنْ الْنَّمُوْذَج الْعَصْرِيّ؟!
وَهِيَ..تَرْتَدِيّ ثَوْبَا أَسْوَدا طَوَيْلَا، مَجَازَاً لَو اَسْمَيتُهُ عَبَاءةً..يَلْتَفُّ حَوْلَ غُصْنُهَا بِحَنَانٍ..فَيَرْسِمُ أَدَقَ تَفَاصِيلِهِ، وَيَنْثَنِيْ مَعَ أَقُلْ إنثِنّاءَةً لَلُّبَانِ..
وَتَلُف عَلَىَ رَأْسِهَا شَالاً.. جَهْدَ أَنَّ يُسَابِقُ شَعْرَهَا فِيْ الْظُّهُورِ..فَمَا أَسَتَطَاعْ..
وَوَجْهُهَا..لَمْ تَنْسَىْ نَصِيْبَهُ مِنْ الْدُّنْيَا..فَالخَدُّ وِرْدٌ نَدِيّ..وَالثَّغْرُ الْمُتَقَاطِرِ بِلَوْنِهِ الْخَمْرِيِّ يَفْتَرُّ عَنْ ابْتِسَامَةٍ خَفِيَفَةٍ تَزِيْدُهُ جَاذِبِيَّة..
لَا يُخْطِئُ الْنَّاظِرُ فِيْ الْحُكْمِ عَليْهِمَا..وَلا عَمَّا أَخْرَجَهُمَا فِيْ هَذَا الْوَقْتِ الْمُبَكِّرِ مِنَ الْصَّبَاحِ..وَبِالْقُرْبِ مَدّرَسَةٌ ثَانَوِيَّةٌ لِلْبَنَاتِ يَرِنَّ جَرَسُ طَابُورِهَا الْصَّبَاحِيَّ..
أَطَلتُ الْنَّظَرِ إِلَيْهِمَا..
تَأَمَّلْتُ أبْتِسَامَتَهُمَا، وبَرِيْق عَيْنَيْهِمَا بِإشْفَاق..
أَحَقّا..هَذَا هُوَ الْحُبُّ؟؟!!
عَجَبا؟؟!!
أَ لِأَجْلِ هَذَا يَتسهَدّ الْعُشَّاق، وَتَذُوْبُ مُهَجَهُمْ؟؟!!
وَدِدْتُ لَوْ أَوْقِفَهُما ..وَاسْأَلَهُما عَمَّا يَبْذلَانِ لِبَعْضِهِمَا لِتَتَعَلَّقَ قُلُوْبُهُمَا هَكَذَا؟؟
وَدِدْتُ لَوْ حَكَتْ لِيَ الْفَتَاة، مَاذَا قَدَّمَ لَهَا هَذَا الْعَاشِق الْوَلَهَان؟؟!
كَمْ أسَيْتُ عَليْهِمَا مِنْ هَذَا الحُبِّ الْزَّائِف..
وَكَمْ تَمَنَّيْتُ لَوْ يَتَعَرَّفَا لَحْظَةٍ ..عَلَىَ حَبِيْبِيْ..
كَيْفَ لَوْ عَلِمَا أَنَّهُ لَا يُغَادِرُنِيْ وَلَوْ لِلَحْظَةٍ؟؟!!
َفِيْ كُلِّ صَبَاحٍ ..يُنَبِّهُنِي مِنْ رُقَادِيَ بِرِفْقٍ، بَلْ وَيَجْعَل خُيُوْطِ الْشَّمْسِ تُدَاعِبُ وَجَنَتّيَ رُوَيْدَا..رُوَيْدَا ..حَتَّىَ لَا يُنَغِّص عَلَيَّ نَوْمِيْ سُطُوْعَهَا؟!
وَعِنْدَ الْمَسَاءِ..يَجْعَلُهَا تُغادِرُنِي ..الْهُوَيْنَا الْهُوَيْنَا..حَتَّىَ لَا أسْتُوَحِشِ بِهَجْمَة الْظَّلامِ؟؟!
وَإِنْ وَلَّيْتُ عَنْهُ..وَتَجَاسَرَتُ عَلَيْهِ..وَقَابَلَتُ وَصَلَهُ بِالْجَفَاءِ -وَلَطَالَما فَعْلتُ-يَبْقَىْ عَلَىَ عَهْدِيَ بِهِ..وَلَا يُغَيِّرُ جَمِيْل صُنَعِهِ بِيَ..بَلْ وَيَنْظُرُ إِلَيَّ مِنْ بَعِيْدٍ، وَيَنْتَظِرُ بِشَوْقٍ عَوْدَتِيْ إِلَىَ أَحْضَانِهِ!!
حَبِيْبِيْ..فِيْ كُلِّ لَحْظَةٍ يَلْقَانِي..
حَتَّىَ أَنَّهُ مِنْ فَرْطِ الْحُبِّ..ضَرَبَ لِيَ مَوَاعِيْدا خَمْسَا..لَا يَسْمَحُ لِيَ أَنْ اتَأُخّرَ عَلَيْهَا!!
وَأَمَّا فِيْ الْأَسْحَارِ..فَآَهٍ مِنْ الْأَسْحَارِ..
هُنَاكَ..عِنَدَمّا أَلْقَاهُ..يُحْلِّقُ بِيَ فِيْ عَوَالِم الْعِشْقِ إِلَىَ أَعْلَىَ مَدَاهَا..
فيُحْيِلُ عَتْمَةَ الْكَوْنِ ضِيَاءَا،وَيَطُوْفُ بِيَ أَرْضَ عِشْقٍ مُقَدَّسَة ،جَعَلَهَا حَرَما مُحْرَمَاً عَلَىَ مَنْ لَمْ يَفْقَهْ حَقِيْقَةَ الْحُبّ..
لَوْ يعَلمَانِ..أَنَّهُ يَتَوَلَّىْ بِنَفْسِهِ أَدَقّ أُمُوْر مَعَاشِيْ،وَلَا يَرْضَي لِيَ إِلَّا كُلّ جَمِيْل..
لَوْ يعَلمَانِ..أَنْ الْلُّقْمَةَ لَمْ تَسُّغ لَوْلَا ذِكْرُ إِسْمِهِ، وَالْأَنْفَاسُ لَمْ تَحَّلَوْ إِلَا بِقُرْبِهِ..
لَوْ يعَلمَانِ..أَنَّهُ مُتَفَرِّدٌ فِيْ الْإِخْلَاصِ..رَغْمَ غِنَاهُ!!
آَهٍ لَوْ يعَلمَانِ..إِذَنْ لأَشْفقا عَلَىَ قَلبَيْهِمَا مِنْ رَجْفةِ حُبٍَّ..بِغَيْرِ ( يَا الله)!!

______________________________________

( اِلـهي ما أَلَذَّ خَواطِرَ الاِْلْهامِ بِذِكْرِكَ عَلَى الْقُلُوبِ، وَما اَحْلَى الْمَسيرَ اِلَيْكَ بِالاَْوْهامِ في مَسالِكِ الْغُيُوبِ، وَما اَطْيَبَ طَعْمَ حُبِّكَ، وَما اَعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِكَ)




هناك تعليقان (2):

  1. بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على محمد و آله الطاهرين

    إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجساد

    أتذكر هنا يا أختي عندما مررت مرة بأحد أرفف مكتبة جرير لأرى بعض الكتب التعليمية، كالتعليم على استخدام الأوفيس مثلا، أصابني هم عندما نظرت إليها، كسر خاطري من يشتري أمثال تلكم الكتب ليتعلموا شيئا جديدا يزيدوا به مدخولاتهم الشهرية، و قلت لماذا لا يكون الطموح إن لم يكن لأنتج "أوفيس" على الأقل أن أؤلف كتابا يتعلم الناس منه.

    هنا أيضا يا أختي، لو كنا ننظر لماوراء الجنة و النار، هل اكتفينا بتأدية الحد الواجب علينا؟!، بل و القراءةالمستميتة بين فتاوى العلماء بحثا عمن يقدم تعاريف تقلل من حدود الواجبات؟!! كيف و من حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه!!

    ردحذف
  2. بسمه تعالى..
    اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد وعجلّ فرجهم..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    صدقت أيها الكريم..
    وما يزيد القلب إيلاماً..أننا لا نحب ربنا جلّ ذكره لأنه يستحق الحبّ..
    بل نحبه جلّ وعلا..لأننا نحتاجه
    يا لحلم الله علينا!!
    .
    .
    شكر الله لكم ما دأبتم على منحي إياه من كرم بذل دقائق من عمرك المبارك للنظر في هذه الوريقات..
    دعائكم فكم يشتد إليه فقري

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.